الموقف الثاني:
كان قد مر عشره ايام على اخذي خانات الدفاتر التي يتم بها التعامل في الشركه وكنت طوال هذه الفتره افكر في كيفيه تجميعها في دفتر واحد وبندق الكلب ورايا عمال يغير ويبدل في ترتيبها الي صباح احد الايام استقرت انا وهو على شكلها النهائي فقمت بعمل تسطيره لشكل صفحه الدفتر المقترح وفي المساء عرضتها على والدي عند عودته من العمل فنظر إليها طويلا وراجعها بدقه شديده ثم سألني مين اللي عمل التسعيره دي فأجبته انني من فعلها فقال لي ياابني دفاتر الشركه لازم تتختم من مأموريه الضرائب وصفاحاتها لازم تترقم والدفاتر اللي عندنا هي الدفاتر اللي بتحاسب عليها من الضرائب ومش عارف هل هايوافقوا عليها ولا يرفضوها فقلت له يابا الدفاتر اللي عندكم دي دفاتر داخليه بتنظم العمل في الشركه وانتم بتقدموا ميزانيه في نهايه العام اللي بيعملها المحاسب ولما الضرائب تحب تراجع اللي مكتوب في الميزانيه بترجع للدفاتر زي مافهمت من الخواجه ليباريت مش كده برضه فرد ايوه فقلت له التسطيره دي بدل مراجعه كل دفاتر الشركه يراجع مأمور الضرائب على التجميع في سطر واحد لكل صنف مباع وكنت اراقب رد فعل والدي أثناء هذه المحادثه وكان فرحا ولكن بتشكك من مأموريه الضرائب في قبولها من عدمه واخذ مني الورقه وقال لي بكره نروح انا وانت على محاسب الشركه وناخد رأيه فيها وفعلا في اليوم التالي ذهبت انا ووالدي الي مكتب المحاسب والذي كان يقع في شارع ٢٦ يوليو والذي راجع هذه التسعيره باعجاب شديد قائلا لوالدى مين اللي عمل ده ياحاج رضوان فرد ابني فقال الواد ابنك ده مخه كويس (ملحوظه لها رد فعل فيما بعد) ووافق عليها المحاسب وقال لوالدى اطبع منها الدفاتر اللي انت عايزها وابعتها لي وانا هاختمها من الضرائب بس خلي الطبعه ترقم الصفحات... واخذنا التسعيره وذهبنا الي الشركه وقبل دخولها نبهه والدي على بأن لا أخبر الخواجه ليباريت بأننا ذهبنا الي المحاسب وفعلا عند رؤيه الخواجه ليباريت للتسطيره وراجعها بمنتهى الدقه سأل والدي مين اللي عملها فرد عليه ابني اللي عملها فنظر الي ثم قال انت عارف انك كده وفرت علينا الكتابه في كل الدفاتر دي وأشار على كوم الدفاتر الموجوده على مكتبه وأصبح التدين لكل صنف في سطر واحد برافو عليك ثم التفت لوالدى قائلا ماتجيبه ياحاج يشتغل معانا (ملحوظه ثانيه لها أثر فيما بعد) المهم أبلغ والدي الخواجه ليباريت انه مر علي المحاسب واخذ رأيه في قانونيه هذه للتسطيره وانه وافق عليها وكلفه بطباعه عدد من الدفاتر لعده سنوات (كان الدفتر الواحد يكفي لسنتان ماليتان) وارسالهم للمحاسب لختمهم من مأموريه الضرائب وأثناء عودتنا للمنزل أعطاني والدي عشره جنيهات مكافئه لما فعلته مازلت محتفظا بها حتى الآن......
كانت الملاحظات التي ابديتها لوالدى بخصوص أماكن اختيار مخزن في ساحل روض او مكان مكتب الشركه او ماقاله المحاسب والخواجه ليباريت في حقي سببا في تفكير والدي بأنني ارسل له إشارات لتركي التعليم والعمل معه ولكنه لم يعلن لي ذلك بل كلف والدتي (موسوليني الرهيب) رحمها الله في استطلاع نيتي في ذلك الأمر وكانت رحمها الله بالرغم من عدم حصولها على تعليم من قبل الا انها استاذه محترفه في اداره حوار مع أي شخص لتعرف نواياه وتخرج من احشاؤه كل ما يفكر فيه او يدور في ذهنه وذلك يقودنا الي الموقف الثالث الرهيب بالنسبه لي.......
انتظروني بلهفه وشوق...