كانت المقابله الأولى لي مع الخواجه ليباريت مفعمه بحراره المشاعر الصادقه منه لي حتى انني شممت رائحتها وتذوقت حلاوتها وبدأت التدقيق في شكله وملامحه.....
هو رجل قارب الأربعين من عمره متوسط القامه ذو قوام ممشوق ليس بالنحيف او الدين وأهم مايلفت نظرك فيه هو عيناه وشعره فلونهما مابين البني والذهبي وكان كله على بعضه رجل وسيم جدا....
المهم انتهت المقابله ولكن لفت نظري دفاتر كثيره على مكتب والدي ومكتب الخواجه ليباريت وعندما نزلنا سألني والدي قائلا اديك شفت الخواجه ليباريت اللي كنت بتحايل عليا علشان تشوفه ايه رأيك فيه فرددت بسرعه وبدون مواربه الراجل ده بيحبك ومخلص ليك وده باين من تصرفاته وطريقه كلامه معاك فنظر والدي لي نظره انا الوحيد اللي افهمها فلقد نشأت علاقه بيني وبين والدي هي الكلام بالعيون وكانت نظرته تحمل نظرات الإعجاب بي والراحه لما ذكرته....
بعد ذلك تزوج الخواجه ليباريت وحضرت انا ووالدي حفل زفافه واهدي له والدي هديه قيمه جدا واهدي لزوجته هديه ذهبيه كانت بروش ذهبي مطعم بالماس....
في احد ترددي على مقر الشركه بدون والدي والذي سمح لي بذلك تفحصت الدفاتر الموجوده فوق مكتب والدي او مكتب ليباريت فوجدتهم انهم مكررين وعندما سألت الخواجه ليباريت عنهما اجابني بأن ذلك ليكون والدي في الصوره الكامله مما يحدث في الشركه لان تردده عليها ليس مستمرا فأستأذنته بأن انقل خانات هذه الدفاتر لهمس بندق لي بإمكان اختصار هذه الدفاتر كلها في دفتر واحد يحمل كل البيانات المهم احضر لي الخواجه ليباريت ورق وقلم ومضيت انقل هذه الخانات وبعد الانتهاء منها شكرته ولم افصح له عما سأفعله.....
ثم تأتي الاجازه الصيفيه التي بين السنه الثانيه والثالثه الثانويه ويصبح ترددي على مقر الشركه اكثر من السابق ولكنه ليس دائما... ووقعت في هذه الاجازه ثلاثه مواقف....
الموقف الأول :
في احد الايام كلف والدي الخواجه ليباريت بالذهاب الي الاسكندريه لحل مشكله للشركه مع سلطات الميناء فشبطت فيه وطلبت من ابي ان اذهب معه لاسلم على عمي الصغير والذي كان يدير محل الاسكندريه لانه وحشني فوافق وفعلا في الخامسه من صباح اليوم التالي مر الخواجه ليباريت بتاكسي على منزلي واصطحبني الي محطه رمسيس وركبنا قطار السادسه صباحا وكان الجلوس فيه بداخل دواوين ولها باب يغلق على كل ديوان وكان الديوان الواحد به كنبتان تسع كل واحده لاربعه أفراد ومصنوعه من الجلد الفاخر وعند دخولنا الديوان همس ليباريت في اذن ساعي القطار بكلمات لم اسمعها ولكني علمت بعدها انه نبهه عليه بالا يدخل احد علينا وانه يريد الديوان لنا فقط وفعلا تم ذلك وبدأ ليباريت في الحديث عن حياته منذ أن كان في بلاده وحتى ذهابه الي إنجلترا ثم هجرته الي مصر وكان حديثه كله مملوء بالصدق والتفاصيل الكثيره انهاه بالعباره الذهبيه والتي تأثرت بها جدا ويشهد الله علي انني اتخذت هذه العباره منهجا ودستورا لي طوال حياتي وحتى الآن وهي.... احلم وحقق حلمك..... بشرط أن يكون لديك الاراده والتصميم....
المهم وصلنا فأخذني ليباريت الي فندق مينرفا وقابل مدام ليليان التي أخذته في حضنها وبكت بكاءا مريرا وأخذت تتكلم معه بالارمينيه ثم اخذتني في حضنها انا الاخر واخرجت من جيبها قطعه شيكولاته واعطتني اياها
هي سيده قوامها ممشوق ولا تلمح فيه سن الخامسه والسبعين او الثمانين الذي كانت قد وصلت اليه وشعرها ابيض بلون الثلج وناعم جدا وبشرتها بيضاء مشربه باللون الأحمر الخفيف وملامحها جميله ذات جمال غابر تركها لمن هي اصغر منها...
المهم خيرتي الخواجه ليباريت مابين النزول معه في فندق منيرفا او مع عمي الصغير في شقته فأجبته طبعا مع عمي فأوصلني اليه ووعدني بأنه سيتصل بي عندما يقرر العوده الى القاهره وغادر هو وتركني مع عمي الصغير وامضيت معه يومين في منتهى الجمال والشقاوه فلم يكن هو يتزوج بعد........
انتظروني بشغف