في منتصف عام ١٩٣٨ يبنما كان والدي في الغرفه التجاريه المصريه يؤدي الالتزامات الماديه التي عليه وكان أيامها الاشتراك فيها اختياريا من تجار القاهره...!!!!!
تقدم اليه شاب في منتهى الوسامه وعرف نفسه بأنه ليباريت موسمنيان وانه يعرف والدي ورأه قبل ذلك في محل يوسف شمعون بالإسكندرية وكان والدي يتعامل مع يوسف شمعون هذا في بعض الأصناف التي لايملك لها توكيل
ملحوظه:
كان والدي يمتلك في هذا الوقت ١١ توكيلا تجاريا من دول أوروبا وشرقها والصين..
رحب والدي بهذا الشاب واثني على يوسف شمعون المتوفي والذي كان يتعامل معه وقال لي والدي فيما بعد أن يوسف شمعون هذا كان رجلا تجاريا من الطراز الرفيع وساهم بقدر كبير في استقرار سوق البيع لاصناف التجاره التي يمارسها ولعب دورا كبيرا في رفع الاقتصاد المصري وكان يتعامل مع التجار بكلمه الشرف وليس بالاوراق ومن منهم يخالف كلمه الشرف هذه يظل وراءه حتى يفلسه....
المهم طلب هذا الشاب ليباريت من والدي مساعدته في إيجاد عمل له عند أي تاجر من معارفه فاتفق معه على أن يحضر اليه بمحل السيده زينب في اليوم التالي بعد الساعه الثامنه مساءا ليتعرف عليه أكثر.
وفعلا في التوقيت المتفق عليه حضر ليباريت وجلسا في الدور العلوي لمحل والدي والذي كان به مكتبه وعرف ليباريت نفسه لوالدى ولم يخفى عليه شيئا حتى قال له انه يحمل صك حمايه ورعايه من المحتل الاجنبي وهنا قال له والدي انه يستطيع تعينه موظفا لديه في حاله تخليه عن هذا الصك لانه لايقبل ان يكون لديه موظف يخضع لهذه الحمايه او الرعايه وان مرتبه سيكون أعلى مما كان يتقاضاه من يوسف شمعون وأضاف له والدي انه لن يجد احد من التجار سيقبل تعينه ولديه هذا الصك واعطاه اسبوع للتفكير فيما قاله له..
ملحوظه:
كان تجار القاهره اللذين يبيعون هذه الأصناف التجاريه قد اتفقوا فيما بينهم على عدم تشغيل اي عامل لديهم يحمل صك رعايه وحمايه من المحتل الأجنبي كموقف وطني منهم ضد هذا الاحتلال البغيض وكذا كمقاومه سلبيه منهم ضده
انتهت الملحوظه
انصرف ليباريت والذي اطلق عليه والدي اسم الخواجه ليباريت الذي ظل مصاحبا له طوال حياته وطوال فتره تعامله مع والدي.. وبعد اسبوع حضر الخواجه ليباريت لوالدى و أبلغه بموافقته على شرطه واطلعه على جواز سفره الجديد وبدون ختم حمايه للمحتل الأجنبي وابلغه بأنه سلم جواز سفره القديم الي سفاره دوله الاحتلال واعطاه مايثبت ذلك.... وبدأ عمل الخواجه ليباريت لدي والدي كموظف مسؤلا عن التوكيلات التجاريه التي يملكها والدي والتعامل معها وفي نفس الوقت بمرتب خمسه جنيهات أسبوعيا وظل على هذا الحال لمده خمسه سنوات كامله حتى جاء عام ١٩٤٢.......
انتظروني بشوق اكثر