قبل البدء...
هذه الحكايه من دفتر يومياتي والتي كنت اسجل بها الشخصيات التي قابلتها في مشوار الحياه ولفتت نظري واعجبت بها واحببتها.
هذه الحكايه واقع عشته وشاهدت جزء من أحداثه بعيناي منذ أن كان عمري ١٢ سنه وحتى وصلت إلى سن ٣٥ سنه علاوه على ماحكاه لي والدي وحكاه صاحب هذه الشخصيه لي أيضا وحتى عندما تعاملت معها (رحمهما الله)
هذه الشخصيه اعتبرها من الشخصيات ذات العصاميه الحقه والامانه الكامله وشرف الكلمه والوفاء الصادق...
(انتهت الملاحظات)
هو ليباريت موسمنيان الارميني الجنسيه والذي يحمل صك رعايه من سلطات الاستعمار البغيض الذي كان يحتل مصرنا في هذا التوقيت...
قدم الي مصر من ضمن زخات الأجانب التي انهالت على مصر انهيال المطر في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي يطمعون في ثرواتها سواء التي فوق الأرض او تحتها وكونوا فيما بينهم جاليات كبيره حظيت بميزات كبيره سواءا من الحكومات المتعاقبه انذاك او من المحتل الأجنبي ووضعت تحت حمايته...
ففي احد ايام شهر مايو عام ١٩٣٥ وصل ليباريت الي مصر عن طريق باخره رست به في ميناء الاسكندريه وبمجرد مغادرته الميناء حتى اسرع يسأل عن بنسيون مدام ليليان والمسمي مينيرفا بمنطقه محطه الرمل وسرعان ما وصل اليه وقدم لها كارت توصيه من احد اقربائه اللذين سبقوه في الوصول إلى مصر ثم غادروها لاسبابهم الخاصه.....
وقفه طويله :
مدام ليليان تلك السيده الارمينيه والتي كانت قد تعدت سن الستين في ذلك الوقت والتي كانت قد وصلت إلى مصر مع زوجها في نهايه العشرينات من القرن الماضي واشترت منزلا مكون من ثلاثه أدوار في حي الرمل يقع على كورنيش الاسكندريه مباشره وحولته الي بنسيون لاستقبال الأجانب اللذين يصلون تباعا الي مصر.... وكان سبب شهره هذا البنسيون هو اسعاره الزهيده علاوه على إدارته بالطريقه العسكريه فمثلا كانت تطبخ الاكل من نوع واحد لكل الموجودين وكانت تضع برنامج أصناف الاكل عن كل يوم في لوحه موجوده في صاله الاستقبال لهذا البنسيون ومن لا يعجبه صنف اليوم عليه أن يأكل خارج البنسيون وعلى حسابه.. علاوه على غلق باب البنسيون في تمام الساعه الحاديه عشره مساءا ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يفتح هذا الباب لأي نزيل يتأخر عن هذا التوقيت او لطرد نزيل من الاقامه لارتكابه مخالفه لهذه الأوامر وكذا عدم السماح لأي نزيل بمصاحبه نساء داخل البنسيون........ وكانت هذه الإجراءات الصارمه هي أساس لشهره هذا البنسيون في اوساط هؤلاء المغامرين الجدد على أرض مصر....
في عام ١٩٥٤ حولت مدام ليليان هذا البنسيون الي فندق ٣ نجوم وظل على شهرته التي كانت منذ ايام ماكان بنسيون مع تعديل بسيط انها بدأت تستقبل فيه الرحلات الداخليه او المصطافين من المصريين.
في عام ١٩٦٥ اممت الدوله هذا الفندق مما أدى إلى عدم احتمال مدام ليليان صدمه التأميم هذه فتوفت ودخل ورثتها في معركه قضائيه شرسه وطويله ضد الدوله حتى تمكنوا من استرداد ثم باعوه الي احد المصريين.... وكان هذا الفندق يقع في المنطقه المحصوره مابين محطه الرمل ومدخل ميدان المنشيه وعلى كورنيش الاسكندريه مباشره وأعتقد أنه موجودا حتى الآن بعد تطويره وتعليه ادواره......
(انتهت الوقفه)
انتظروني بشوق