في اوائل عام 69 وبعد ظهر احد الايام كنت جالسا مع خدمه الكمين علي طريق المرشدين بمنطقه المعديه رقم 6 حيث موقعي الدفاعي وكان هذا الكمين من مسؤليتي الدفاعيه رايت من بعد احد الاشخاص مرتديا ملابس مدنيه وسائرا علي الطريق فارسلت له جنديان لاحضاره.... وحضر وسألته عن سبب تواجده في هذا المكان والي اين هو ذاهب.ارتبك بشده وزاغت نظراته واخبرني بانه اتي ليشترك معنا في الدفاع عن الوطن!!!!!!! وكان يحمل شنطه صغيره من الجلد وسألته عمافي هذه الشنطه فاجاب بان بها متعلقات شخصيه فأمرته بفتحها فتررد برهه ثم فتحها فوجدت بها غيار داخلي وفوطه ولم اكن اعلم ان بها قاع سحري ..كررت عليه السؤال عن سبب حضوره في هذا المكان فردد نفس الاجابات السابقه....ارتبت فيه بشده لان اجاباته غير مقنعه علاوه علي ارتباكه.. فعينت جنديان حرس عليه واصطحبته الي قائدي الحبيب المقدم/سمير الحملاوي والذي استجوبه فردد عليه نفس الاجابات الامر الذي جعله يشك ويرتاب فيه وامرني بتسليمه الي ضابط امن اللواء ونفذت الامر وسلمته وعدت الي موقعي وانتهت مسؤليتي عند هذا الحد ونسيت الموقف....
ومرت الايام وفي النصف الثاني من عام 70 وصلت اشاره الي الكتيبه تفيد بضروره حضوري في الساعه العاشره من صباح يوم السبت وكنا يوم اربعاء الي محكمه امن الدوله العليا بالزقازيق....انزعجت بشده واستدعاني قائدي الحبيب وسألني عن سبب هذا الاستدعاء وعما فعلته بسببه فاخبرته باني لم افعل شيئا ولا اعلم اي شيئ بخصوصه فامرني بتنفذ هذا الاستدعاء وضروره ابلاغه بما تم عند عودتي واردف ده لو رجعت من عندهم!!!!!!! في الزمان والمكان المحددين في الاستدعاء كنت موجودا وقابلت احد الاشخاص الذي دلني علي مكتب وكلاء النيابه فذهبت اليه واعلنت عن نفسي لهم الامر الذي جعلهم يتحفظون علي بداخل احد المكاتب لحين استدعائي الي جلسه المحكمه والحقيقه تعاملوا معي بمنتهي الاحترام ولكن لم يخبروني عن سبب الاستدعاء....المهم في الساعه الثانيه عشر استدعيت الي قاعه المحكمه وكان القاضي ودودا وسمحا ووجهه يشع بالضياء وقابلني باحترام شديد وقال لي اذهب الي القفص المودع فيه المتهمين ودقق في المتهمين وخد وقتك واخبرني عما اذا كنت قد رايت احدهم من قبل!!!!! ووقفت امام القفص ودققت كثيرا وكانوا ثلاثه رجال وامرأه وكان الرجال حليقي الراس وتعرفت علي واحد منهم ولكني لا اتذكر متي واين رايته وابلغت القاضي بذلك فرد علي سانعش ذاكرتك وامر بعرض الاحراز الخاصه بالقضيه علي وبمجرد رؤيتي للشنطه الجلد تذكرت وحكيت للقاضي عن واقعه القبض علي هذا الشخص وتسليمه الي ضابط امن اللواء .فشكرني ووقعت علي اقوالي التي ذكرتها وصرفني وعدت الي موقعي وابلغت قائدي بما تم.....،،
والحكايه هي ان هذا الشخص يعمل مهندسا في شركه المقاولون العرب وكان مسؤلا عن انشاء قاعده صواريخ دفاع جوي بمنطقه الصالحيه ووصل اليه الموساد الاسرائيلي وجنده وتعامل معهم اكثر من مره ثم امروه بضروره الحصول علي الرسومات الهندسيه لهذه القاعده فوضعها بداخل القاع السري للشنطه والتي كان استلمها منهم وتوجه الي منطقه التسليم وكانت بين نهايه بحيره التمساح وبدايه اتصالها بقناه السويس وكانت هذه المنطقه منطقه احراش وليس بها قوات ولكنها مليئه بحقول الغام..وكانت ايضا منطقه فاصل بين القوات باعتبارها مانع طبيعي..وحظه العثر وغباؤه اوقعه في ايدينا........وحوكم هذا المهندس ........واعدم...،،
ياليت لنا ان نرتاب في هذه الايام...،،،،...،،