والمقصود بالاهبل هنا هو قناص اسرائيلي ظهر فجأءه امام موقعي الدفاعي في المعديه نمره٦ بالاسماعيليه خلال حرب الاستنزاف في تلك الفتره التي نشطت فيها اعمال القنص سواءا من طرفنا او من طرفهم وسجل اقتناصنا لهم اروع صفحات المجد والشرف للعسكريه المصريه.....
وهذا القناص الاهبل دأب علي اطلاق نيران بندقيته علينا في توقيتات مختلفه ولكنه لم يصيب اي احد علي الاطلاق طوال اثني عشر يوما كانت هي المتبقيه في حياته...!!! ويبدو انه كان مستجدا او لا يحب سلاحه او لم يسمع ان هناك مايسمي تأييف السلاح علي الرامي به.
ولكن كانت له نقطه قوه فلقد كان يجيد الاختفاء وتمويهه نفسه ولم اكتشف مكانه طوال فتره بقاءه علي الحياه .
ومرحنا ولعبنا مع هذا الاهبل طوال هذه الفتره....الي ان استدعاني قائدي الحبيب المقدم اح/ سمير السيد محمد الحملاوي وسألني عملت ايه في الواد الاهبل اللي قدام فصيلتك فرددت انا بحاول اعرف مكانه يافندم....فقال بحسم طيب خلاص الواد ده بتاعي انا ...!!!! النهارده بالليل تجهز شكل رمايه ( وهي اشكال علي هيئه انسان من خامه السلوتكس نقوم بالتدريب عليها) وتلبسه اوفارول وخوذه وتزرعه في الخندق الدفاعي وتكون راسه هي اللي باينه بس وتجهز لي ذخيره ثقيله ( البنادق القناصه لها نوعين من الذخيره رصاصه خفيفه ورصاصه ثقيله ولكل نوع استخداماته ) وهاجيلك في الفجر.....فعدت الي موقعي وقمت بتجهيز كل ماطلبه...ونصحني شيطاني الصغير بندق بضروره عدم افلات هذا الاهبل من ايدينا فأستعرت باقي افراد القناصه للسريه وكانوا خمسه ووزعتهم علي مواجهه الموقع الدفاعي للفصيله ولم اخبر قائدي الحبيب بذلك ونبهت عليهم بالا يقومون بالقنص الا في حاله فشل طلقه القائد حتي لا يفلت هذا الاهبل من ايدينا...
في فجر اليوم الاخير لحياه هذا الاهبل وصل قائدي الي موقعي وانتقي حفره تبعد حوالي ٥٠ متر من شكل الرمايه المزروع واخذ بندقيه قناص الفصيله الجندي/ جمعه العبد يوسف ( سأكتب عنه بوست منفصل ) وكمن القائد وانا معه في الحفره التي انتقاها.....
في السادسه والنصف من صباح هذا اليوم المجيد انطلقت رصاصتان الاولي من الاهبل علي شكل الرمايه ولم تصيبه والثانيه من المقدم اح / سمير السيد محمد الحملاوي لتخترق خوذه هذا الاهبل وتفجر رأسه وتسقط خوذته من اعلي الساتر علي الضفه الشرقيه لقناه السويس وبعد برهه قصيره تتدحرج جثته لتستقر امامنا علي حافه القناه...وينظر لي قائدي الحبيب والسعاده تملاء عينيه ويقول لي ضاحكا. ....شفت عملت ايه في الواد الاهبل ده.
ملحوظه:
ظلت جثه هذا الاهبل ملقاه علي الضفه الشرقيه ولا يستطيع احد الاقتراب منها طوال النهار وحتي حلول الظلام...
المجد لجيش مصر...وتحيا مصر الوطن.