في الساعه الرابعه والنصف عاد ضابط أمن النادي وسلمني ورقه فولوسكاب بها المعلومات التي نجح في جمعها عن هذا الصحفي الشارد فقرأتها (ستعلمون ماجاء بها بعد قليل)
فاتصلت بالسيد اللواء / هتلر طنطاوي وابلغتهم بانني جاهز لتنفيذ المهمه التي كلفت بها ولكني اريد مساعده من مكتب التحريات العسكريه لمنطقه الهرم بأن يرسلوا ٢ من رجالهم للنادي الساعه السادسه من مساء باكر لاستلام هذا الصحفي ومعه الدليل القاطع والواضح والتصريح على كذبه وافتراءه سواءا على النادي او على شخصي فوافق سيادته على ذلك وابلغني بأنه سيتصل بمدير مكتب التحريات بالهرم ويعطيه أوامر بذلك وانه يجب التنسيق معه على ذلك.....
وفي الثامنه مساءا توجهت بعربيتي الي مقر مكتب التحريات العسكريه لمنطقه الهرم وقابلت مديره والذي كنت اعرفه معرفه كلها موده واحترام متبادل واتفقت معه على إرسال رجاله لي بالنادي حوالي السادسه من يوم الغد....
وقفه قصيره:
كان مكتب التحريات العسكريه لمنطقه الهرم على صله وثيقه بالنادي حيث كان افراده يصرفون تعطينهم الميري منه وكنت اعرف مديره لانه شخصيه من الشخصيات المحترمه جدا التي قابلتها في مشواري المهني وكان رجلا مؤدبا لدرجه مذهله وكانت بيننا مجاملات كثيره في نطاق العمل فمثلا عندما كنت اشتري تعرفيها لجنود النادي كنت أعمل حساب رجاله مع جنودي وكذا كنت اعرف هؤلاء الرجال نظرا لترددهم على النادي لصرف تعينهم الميري الأمر الذي جعلني اطلب منه إرسال كل من الرقيب متطوع صلاح عبد الحفيظ والرقيب متطوع اسامه عبد النبي لهذه المأموريه فوافق على ذلك.... وهذا الشخصان بالذات كانا من افضل رجال مكتب التحريات ويمتازان بالجسم الفارع ومنظرهما يخض اي واحد...
(انتهت الوقفه)
كانت كل ساعه تمر على موعد لقائي بهذا الصحفي يتضح في ذهني كيفيه اداره الحوار معه ورخرخته بما يضمن لي أحكام قبضتي عليه.....
في صباح اليوم التالي استدعيت ضابط أمن النادي وكلفته بالذهاب بعربيتي الميري لاستقدام هذا الصحفي للنادي وذهب وعاد به وعندما ابلغتي البوابه بوصوله وبسرعه ارتديت ثوب الهدوء والنعومه واخفيت انيابي بداخل جراباتها ودخل هذا الصحفي الشارد الي مكتبي ونعومه شديده وترحاب كاذب استقبله وجلست معه أمام مكتبي على كرستيان فوتيه متقابلين وجها لوجه......
وقفه قصيره:
هو شخص يميل الي البدانه وقصير الطول ولديه كرش متوسط الحجم وعمره لايزيد عن نهايه العشرينات وبدايه الثلاثينات وبشرته تميل الي اللون القمحي الغامق وشعر رأسه اكرت وعيناه لا تستقران على مكان وأهم ملحوظه فيهما أنهما ينظران دائما الي حركه يداي ونتيجه خبرتي في التعامل مع البشر حركه العينان هذه لاتصدر الا من فئتان المجرمين أثناء التحقيق معهم اتقاء ضربهم من المخبرين والأخرى تنتظر إعطائها شيئا وهو حاصل على دبلوم فني صناعي واقتحم مهنه الصحافه كصحفي بالقطعه في هذه الجريده الصفراء المشبوهه وكذا يجلب لها اخبار عن الاتحاد المصري للرمايه فهو شبه مقيم هناك وعلى صله وثيقه بالمدعو احمد (له بوست فساد منفصل....) وكان هذا الصحفي يرتدي بنطلون جينز كالح اللون وفوقه قميص مشجر من قماش الفسكوز الذي لايشرب العرق ولذلك كانت رائحه عرقه في منتهى النتانه وعلاوه على ارتدائه كوتشي ليس له لون من كثره اتساخه ولاحظت ان هذا الكوتشي به قطع صغير من احد الاجناب.... وفي النهايه هو يسكن في قريه ميت نما المجاوره لحي شبرا الخيمه...
( انتهت الوقفه)
المهم جلسنا وبعد تناوله مشروب شاي بالنعناع وفي كوب صغير كما تعودت مع الضيوف الغير مرحب بهم وذلك سر بيني وبين عامل البوفيه بدأ هذا الحوار
انا: انا بالنيابه عن نادي الرمايه احد وحدات القوات المسلحه أرحب بيك على تشريفك لنا اليوم وان شاء الله أنجح في تغير نظرتك عن النادي والعاملين به..... ثم بدأت اشرح له تاريخ النادي ومهامه بداخل القوات المسلحه والدور الهام له في تنظيم البطولات المحليه والدوليه سواء عربيا او أفريقيا او عالميا وان النادي حاصل على التصنيف الثالث على مستوى العالم كله..
اثناء حديثي كنت ارقب رد فعل قسمات وجهه والتي كانت في حاله ذهول كامل عما اتحدث عنه....
هو: انا ياباشا ماكنتش اعرف كل الكلام ده اللي سيادتك بتتكلم عنه
انا: وعلشان كده انا جبتك النهارده علشان تعرفه ولسه هاناخد جوله في النادي تشمل كل حاجه اتكلمت عنها وعشان ماتنساش حاجه ارجوك اكتب اللي بقوله معاك ورقه وقلم
هو: معايا ورق بس نسيت اجيب قلم وأخرج عده ورقات من صدره فقمت بأستدعاد رئيس قسم متابعه أعمال النادي وعندما وصل امرته بإحضار دسته أقلام جاف من عهده النادي واعطائها للصحفي قائلا له ان هذه الأقلام مطبوع عليها اسم وشعار النادي حتى لا تنسانا وانت تكتب عنا
هو: طبعا ياباشا
انا: يالا بينا ناخد جوله في النادي...
ونزلنا من مكتبي وبدأنا في هذه الجوله وبطريقه خبيثه مني سرت معه على الأقدام ومن أطول الطرق بداخل النادي ومررت معه على كل مشتملات النادي حتى شعرت بارهاق الشديد وان نفسه قد وصل إلى الحد الأقصى للاحتمال
(النادي مساحته ٨٣ فدان)
ثم عدت معه إلى المكتب سيرا على الأقدام أيضا الأمر الذي جعله كل شويه يقف قليلا لاستراحه وانا احفزه لاستكمال المسير الي ان وصلنا وجلس مكانه وهو ينهج ويأخذ نفسه بصعوبه واستكملت الحوار معه
انا: خير مالك ياراجل ده انا اكبر منك سنا ولم أشعر بشيئ
هو: بنفس متقطع انت متعود على كده...
انا: طيب ايه رأيك في اللي انت شفته
هو: حاجه فوق الوصف ياباشا انا ماكنتش متخيل كده اصلي مادخلت النادي قبل كده وماعرف انه بالضخامه دي
انا:ماانا عارف انك مادخلت النادي قبل كده وعلشان كده اصريت انك تمر بداخله وترى بنفسك محتوياته وميادين الرمايه بداخله
هو: والله ياباشا حاجه عظيمه جدا وتشرف البلد....
والكاميرات تدور وتسجل
ثم دعوته لتناول الغذاء بداخل غرفه الاجتماعات الرئيسيه وأعطيت اشاره تشغيل الكاميرات بداخلها..
انتظروني للضربه الفنيه القاضيه
المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن