اكلتني الايام وظروف الخدمه والإجازات القليله التي كنت انزلها وتناسيت عقيله هانم ولكن لم انساها وبعد مرور حوالي ٨ شهور منذ اول لقاء بها وأثناء سيري في شارع المبتديان وجدتها أمامي وفي مقابلتي بنفس هيئتها السابقه ونفس شنطه الخضار التي تحملها وما ان رأتني حتى اشاحت بيدها قائله كده برضه فتقدمت نحوها وتناول شنطه الخضار من يدها وقلت لها معلش حقك عليا انتي رايحه فين فردت على البيت فقلت لها تعالي اوصلك الشنطه عليكي تقيله ومضينا نسير في اتجاه الفيلا والمفاجئه لي انها تأبطت ذراعي وكأنها تحتمي بي وقالت الناس بقت وحشه اوي.....!!!!!!!

المهم وصلنا للفيلا ولم أكن دخلتها من قبل ووضعت الشنطه على الباب الداخلي واستأذن في الانصراف ولكنها بتصميم شديد دعتني للدخول ولم أجد مفرا لغير ذلك ودخلت ولاحظت انها رحبت بي بشده وكأنها لقت لقيه واسرعت الي المطبخ لعمل كوبين من الشاي واثناء انتظاري لحضورها تفرست في مكونات الفيلا فوجدته انيقه جدا من الداخل ولكن وجدت ان الأثاث بها قليل اي نعم اثاث يدل على العراقيه ولكنه قليل وعرفت فيما بعد ومنها انها بدأت تبيعه لتستطيع العيش.....!!!!!!!

المهم كان تلك المقابله في الثالثه من بعد ظهر اليوم ولمده خمسه ساعات متواصله وهي تحكي لي حكايتها وتفاصيل كثيره وانا مستغبي على الآخر في الإفصاح لها بأن والدي قد حكي لي حكايتها وحتى لااحرجها... وخلال هذه الساعات استأذنت منها لمده نصف ساعه ذهبت فيها الي محل والدي وطلبت بالتليفون محل حاتي الركيب والذي كان مشهورا أيامها وطلب منه اكله كباب محترمه وان يرسلها الي والدي في محله ثم أبلغت والدي بانني سأتناول الغذاء مع عقيله هانم وان يرسل اكله الكباب هذه مع احد العمال الي منزلها ثم غادرت وعدت إليها وبعدها وصل الكباب والذي كان مفاجئه لها وأخذت في لومي في التصرف هذا ولكني واحتويتها بكلام جميل ثم استكمل حكيها عن حياتها وفي الثامنه مساءا استأذنتها في المغادره واعدا اياها بانني سأداوم على زيارتها وغادرت مهموما مما رأيته من نقص الأثاث ومن وضعها المادي وذهبت الي محل والدي قبل أن يغلق أبوابه وحكيت له ماشاهدت وعن وضعها المادي وإنني قررت مساعدتها ماديا بجزء من مرتبي وما احصل عليه من مصروف مما يعطيه والدي لي أثناء الإجازات ولكن والدي حذرني من هذا التصرف قائلا هاتشتمك وتطردك لو انت عايز تساعدها وفي نفس الوقت تحافظ على كرامتها غلف مساعدتك لها بغلاف المناسبات وهات لها مايناسب المناسبه والمناسبات عندنا كتير العيد الكبير والعيد الصغير والمولد النبوي الشريف واول شهر رمضان وهكذا يبقى كده ساعدتها وحافظت على كرامتها وهي لاتستطيع الرفض لأنها مناسبات دينيه وفي نفس الوقت شرعيه ان ياتهادي الناس فيها...

وبدأت علاقه شريفه بيني وبينها وموده مخلصه وفي أحد مرات زيارات لها وجدت ضيفا عندها وكان الملحق التجاري وزوجته الفاضله واللذان ساعداها عند وفاه زوجها وعلمت منه أن التصرف الذي قام به كلفه عمله في سفارتنا بالخارج ولكنهم لم يفصلوه واكتفوا بعمل إداري له بديوان عام وزاره الخارجيه وانه راضي جدا بذلك لانه ارضى ضميره وانسانيته.....

واستمرت العلاقه بيني وبين عقيله هانم سنين طويله وكنت أراها تذوي أمامي واخاديد الزمن تحفر في وجهها وجسدها

وفي منتصف عام ٢٠٠٦ كانت آخر زياره لي وقبل مغادرتي فوجئت بها تقول لي انا أعطيت نمر تليفونات ابوك للبواب علشان لو مت هو اللي هايسترني وفعلا عند وفاتها اتصل بواب الفيلا بوالدي وابلغه بوفاتها وأسرع والدي بعمل اللازم ولما لم يظهر لها أقارب كان قرار والدي ان تدفن في مقبرتنا..........

رحمك الله ياسيدتي الفاضله فلقد ابتلاك الله عز وجل في الدنيا ابتلاءا شديدا ولكنك صبرت عليه وحمدت الله على ذلك وانا على يقين بأن الله عز وجل قد ادخر لك من النعيم مالا يستطيع احد وصفه او تصوره

                        انتهت

المجد لجيش مصر.... وتحيا مصر الوطن.....