قُمْ يا قلبُ ما دهاكَ
أبدًا !لم تكنْ هزيلًا، حاشاكَ
أتتعبُ؟ ومَن ذا الذي أغواكَ
يومًا قُلتُ لكَ إنَّ الهوى غلابٌ
كَذَّبتَني، ورحلت لطريقٍ فتَّاكَ
أغواكَ بالعشقِ، وكنت مستأنسًا
لا تَلُمْ إلَّا نَفْسَكَ، قد حذَّرناكَ
قُمْ يا قَلبُ، وذُق ما صنعت يداكَ
إنَّ الفراقَ ألمهُ مُرٌّ يَغشاكَ
تريَّث لنفسك فالحياةُ مَسعاكَ
وابصر بعينِ العقلِ حتى يفداكَ
عساكَ تُشفى مِن جراحك وإيَّاكَ
فآخرُ طريق الهوىٰ هلاكٌ رُحماكَ
هَوِّنْ على نفسِكَ إنَّها فانيةٌ
ولن يبق فيها حتَّى مَن يهواكَ
ابقَ بعيدًا، لن يرحمَك مَن أغواكَ
لا أحدٌ يعطفُ ولا يتمناكَ
ارحلْ لَعلي أنام في مَرعاكَ
وأُصبح سليمًا مُعافى
قد عذبْتني مِن كلِّ قِصَّةٍ
وأصبحتُ مُشتَّتًا عن مَن سِواكَ
قمْ وارحلْ مني، والله ما أبغاكَ
واكمِل ما تبقى مني مُنعَّمًا
لا أحدٌ يتمنَّىٰ هوايا.. فكفاكَ