منذ أن أخذكَ الغياب مني،
وأنا بعيدة عن روتيني المعتاد، رغم ممارستي له كما لو أن شيئًا لم يكن...
ذهب القلب معك، وبقيت روحي تؤنبني.
أُسكب من نفسي كي أتجاوز مرارة الفقد، ولوعة الأيام، ووحشة الليل، وجفاء الوصل، وبعثرة الثواني التي مرت دون ذكراك..
اعتزلت الناس، وخالطت وحدتي في غرفتي المبرحة، لعلّي أصنع من صقيعها طيفًا يحلّ محلّ الأرذال من أمثالك.
لعلّي أسترجع قوتي، وأنهض واقفة على قلبي، لا على قدمي.
أتدري ما الفرق بين الذكور والإناث؟
أننا حين نُهزم، نتجاوز... ونقف على قلوبنا لا على أقدامنا.
فالمرأة القوية إن حكمت قلبها... شُفيت.
أما أشباهكم، فيقفون على أقدامهم، وكأن القدم تحمل الإنسان رغم هشاشتها...
غب يا عزيزي،
فاليوم، وبكل وضوح وندم، أتعافى منك شيئًا فشيئًا...
وما زلت عالقة... كشيخٍ عجوز لا يجيد سوى المكوث في الأرض.