حزين أنا كنخلة فوق ضفاف نهر بلادي عطشى لا تجد الماء
ولا هديل الحمام حين يحط عليها عند المساء ، لا يزورها أحد، ولا يرعاها ، لا تجد لها من العطف نصيب.
حزين كبلبل فوق الاغصان يرتل نشيده اليومي كل صباح بصوت حزين،
ولا يجد حوله السامعين
يشاركونه الشجو ، والحياة
فقط حوله الراحلين في كل مكان ، وكل غريب .
لولا الشعر ، وعيناكٍ ما كنت أطيق العيش بهذي المدينة ، ولا الركض في الأزقة، والطرقات
كل صباح جديد أقتل نفسي بحثاً عن حياة تليق بنا ، ولا أجد
كل صباح أقول لعله الصباح الموعود الذي ستأتين فيه الافراح راكضة تزف لروحي البشرى عشي يا عزيزتي عمراً جديد ، بقلب سعيد ، وغني مثل البلابل ، أرقصي غفي الحدائق مثل الفراشات عند شقشة الفجر ، وعند الغروب .
اصلي لتسكن روحي مرة أخرى ، وأوصيها أن لا تغادر ، هكذا قالت لي أمي ذات مساء ، لا تغادر هذه الأرض ، لا تستقل مواكب العابرين مهما اصبت من وجع ، ومهما كان قلبك متعب ، ولا تترك الياسمين حزين ، ولا تكف عن ملاطفة الحياة ، فغداً ستحيا ما تشاء ، كما تشاء
لا تقنط هذي الأرض طيبة ، وترابها طيب ، ومهما أصابه الجفاف ، ذات يوماً سوف يلين
سيخذلك كل الناس، وكل الأشياء ستموت بعينك ولكن لا ترحل ، ولا تقنط من بلادك ، ذات يوماً سوف تطيب.