صرت لا اعرفني
الوجه الذي كان يسكن وجهي ،
أين ذهب؟
ما هذا الشيب في الشعر؟
وهذه التجاعيد في رقبتي؟
والحزن الذي يملء عيني؟
من هذا الذي أراه في المرآه؟
أين الشاب القروي المفعم بالحياة؟
أين ذهبت بسمته، وخفته
وحركته ، وسرعته في الهواء؟
أين وجهه الأخضر ؟
وقلبه المزهر؟
وصوته العذب للبلابل وهو يشدو؟
أين قلبه الضاحك؟
أين الشجرة الخضراء التي كانت وارفة بعمره؟
لا استطيع أن أطيل النظر بالمرآة
ليس هذا الفتى هو أنا
والتجاعيد التي اراها تعود لعجوز فقد شغفه بالحياة .
وطيور الحزن الطائرة بعيني تعود لأخر
ربما فارق وطنه، أو حبيبته
أو كوخه الطيني القديم
أحاول دوماً أن أصدق
أن هذا الأنسى هو أنا
وأن ما أراه ليس محض كابوس
صرت بلا وعى ، ولا أدراك
كيف سحبتني الأيام لهذا المنحدر
كيف ضعت ، ولم أشعر
وكيف تسرب الوهن ، والشيب لأوصالي
لا أريد أن أكمل ما تبقى لي من حياة
لا اريد أن أكمل هذه الرحلة
محطة الوصول صارت بعيدة جداً .
كذب كل من قال
أن في الحياة فرح ، وسعادة ، وجمال
الحياة رحلة تعب كبير
والسير فيها صعب جداً ، ومحال
الرفاق تساقطوا مني
لم يعد لي سوى نذر يسير
تسرقني الأيام ، وأنا في غفلة
وأنا في وجع ، وضلال
وليل حزني يا رفاق طال
ولا أجد من يعيرني اهتمام
من يطبطب على روحي
من يقول لها عما قريب ستنسينا الوجع
وربما يحالفك بعض من الجمال.
البحارة يجدفون بقوة
ولا أجد شاطىء الوصول قريب
وقلبي متعب ، وغريب
وروحي لا تكف عن النحيب
الوقت صفر
لا احد يعيرني اهتمام
ولا يقول لي حتى سلام
وحدي بينهم ، وليس لي مما يفعلون نصيب.
جدباء جداً أرضي
كل ملوك الأرض قد اختاروا السهول الخضراء
والبساتين البديعة
تركوا لي صحراء ، جرداء
ليس فيها غير الحيات.، والثعالب ، والذئاب
من يقلع من روحي حزنها
ويضمد جرحها
ويرسل لها مطر الشتاء
لتحيا في هناء.
الموت ليس كابوس كما يدعون
ولا سفه ، ولا جنون
الموت هو النجاة من الحياة
والفوز بالسكون
الموت رحلة الجمال
نحو عالم كله أفراح ، وفنون
وبسمة بعد تعب، وغضب
من الحياة
وجميع من فيها من المتلونون
الموت ساحة حب
خالية من المآسي
خاوية من الاضغان
ليس فيها أحد مجنون.
سطر يا قلمي
كلام قلبي ، ورحلتة في الحياة
فهو يشتهي النجاة
يرغب بالحب فقط
يشتهي أن يعثر ضالتة
في عالم كله كذب.
لست بخير
ومن أحبها تسكن بلادا بعيدة عني
وتعشق طبيب لا يعيرها أدني اهتمام
تقول له أحبك
يقول لها لي انثى غيرك
وأنا أحبها
أخبروني كيف لها يكون الوصال
وهو مستحيل جداً
بل محال
ما ضرها لو أتت إلى
وغفت بحضني
وأنا سأمنحها قلبي ، وحبي
وكل ما أملك في الحياة
ستبقى بقلبي حتى يفنى عمري
ويحدث له زوال
أخبرني هل هناك أحد مثلي
هل جن أحد بك كما جننت أنا
هل أخبرك أحدهم أنك تملكين بعينيك
عالم من الجمال
أحبك ،
ذات مساء ستنامين بحضن قلبي ، وروحي
وتكونين لي الوطن ، والسكن
والأهل، والأل
وتكونين جمال الحياة بحياتي
ولن يكون بيننا صعب
سيكون أجتماعنا، ببعضنا معجزة
ليس لها مثال
صدقي قلبي ، وحبي
صدقي روحي، وحروف شعري
صدقي شمس النهار ، وقمر الليالي
وقولي بقلبك ، احبك جداً
اتمنى لو نلتقي يا حبيبي
ويكون لقصتنا أكتمال
لا تصدق الرعاة وهم يغنون
هم متعبون جداً
من الركض خلف الماعز في السهول والوديان
يريدون أن ينسون مرارة عيشهم ، وتعب مهنتهم
هم يغنون ويعرفون أن الحياة كد وتعب وعناء
وليس فيها غير الشقاء ، والفناء.
لا تصدق امرأة قالت أحبك
ربما تحاول نسيان وجع قديم
وحب عظيم
خرجت من معركته الأخيرة خاسرة
تريد أن تنسى بك رجل لا يزال يملك شغاف قلبها
يسكن عقلها
ويملك هذا الوغد قلب قلبها.
لا تصدق الزمان
الزمن وحش كاسر لا يرحم
ولا يغلب في حربه ، ولا يهزم
الزمن دوماً منتصر
جيوشه عظيمة، واسلحته قوية، وقديمة
وأنت لا تملك سوى اشيائك الخاسرة العقيمة
فسلم له
وأرفع الراية البيضاء
لتنجو من عراكه، وشراكه
وتعود سالما
لست أهلا لهذه المعركة
فسلم سلم
وأرحل من حيث جئت ولا تجادل الزمن
ستصاب بالتعب
وتصاب بالوهن
وتموت في خفاء
ولن يكون لك سوى قبر مجهول
لا يعرفه أحد
ولا يزوره أحد
وربما يكون مرمى للقمامة
فسلم وعد للوراء
حروبك خاسرة وجوفاء .