يا أيا حَبيبي، أطِلتَ الهَجرَ عن شَغَفي *** كَأَنَّ قلبَكَ لا يَدرِي بما أَلَما
أما تَرى أنَّ صَبري قد تَبَعْثَرَ *** وأنَّ دَمعي على الخَدَّينِ قد سَكِما؟
ذكرتُ أيّامَنا والودُّ يَجمَعُنا *** فسالَ دَمعي على ذِكرَى انصرَمَتْ
أهَكذا الوَعدُ؟ تنسى مَن يُحِبُّكَ في *** ليلٍ طويلٍ يُعاني الوَجدَ والألَما؟
فإن رَجعتَ إلى صَفحٍ وعاطِفَةٍ *** أحييتَ روحًا غَدَتْ في البُعدِ منهَزِمَةً
وإن تَوَلَّيتَ عن قلبٍ يُناجيكَ فِي *** طُولِ الليالي، فما أبقيتَ لي كَرَما
أما سَمِعتَ نِداءَ القلبِ مُحتَرِقًا *** يُلقي إليكَ حَديثَ الشَوقِ مُلتَزِمًا؟
يا مَن تَمَلَّكتَ أرواحًا مُعَذَّبَةً *** بالله قُلْ، كيفَ تَنسى العَهْدَ والقَسَما؟
كُنتَ السَّنا في دُجى أيّامي المُظلمِ *** وحيدًا، كُنتَ الأمانَ الحُلْوَ مُبتَسِمًا
واليومَ صِرتَ غريبًا لا تُكلِّمُني *** ولا تُجيبُ على مَن هامَ واحتَدَما
إن كُنتَ تَعلَمُ أني دُونَكَ انهَزَمَتْ *** رُوحِي، فاللَّهِ لا تَزدِدْ لنا صَدَما
عُدْ، فالحياةُ بلا وصْلٍ مُعَذِّبةٌ *** والرُّوحُ تَظمَأُ في بُعدٍ وتَحتَرِم.