تالله، إني أحبك،
حبًّا يشبه انحناء الغيم فوق الجبال،
أنت مذبح طقوسي السرية،
أضع عليه قلبي كل ليلة،
وأشعل حوله شموعًا من تعبٍ وسهر،
كأنني أُقيم لك صلاة لا يعرفها دين،
ولا يجرؤ كاهن على تلاوتها.
جسدك غابة ليلية،
أدخلها بحذر المبحر في مياه مجهولة،
أعرف أن الظلال فيها لا تُخيف،
بل تُخفي كنوزًا لا تُعطى لمن يطلبها بصوت مرتفع.
كتفاك هما خط الأفق الذي يلتقي فيه البحر بالسماء،
ذلك اللقاء المستحيل الذي يحدث فقط في عينيّ.
أصابعك تمشي على جلدي
كما يمشي الزمن على مدينة ناعسة،
يمرّ من الأزقة، يطرق النوافذ،
ويترك وراءه شرفات مفتوحة على شيء لا يُسمّى.
أعرف أن قربك يشبه السعادة المرهقة،
التي تُسعدك حتى يختنق قلبك من فيضها.
وأعرف أنني بلا بيت، بلا يقين، بلا ورد أقدّمه،
لكنني أملك فصولًا كاملة من انتظارك،
وأملك لغة كاملة لا تنطق إلا باسمك.
أكتبك على الورق،
وأنت تنبت في داخلي كبستان تموز،
تثمر حتى في عزّ الجفاف،
وتعطي ظلّك لمن يمرّ،
بينما أنا، وحدي، أعرف أن جذورك تشرب من روحي.
تالله، إني أحبك،
حبًّا لا يطلب البرهان،
ولا يعرف النهاية،
حبًّا إذا سقط على الأرض،
أزهرت الأرض، وإن احترق، أزهرت النار






































