كلُّ خطوةٍ لي ناي،
وكلُّ نايٍ شهقةُ الله.
أكسرُ المدى،
وأُعيد ترتيبَ الوجود على نَفَسي،
فحين أتنفّس،
تتهجّى الريحُ اسمَهُ في صدري،
وحين أصرخ،
تتفتّتُ المرايا إلى حروفٍ من صلاة.
لا أرضَ لي،
ولا سماء،
أنا بينهما
شظيّةُ وجدٍ،
تُضيءُ وتُحترقُ في اللحظةِ نفسها،
وتضحكُ كأنها عرفتْ الله صدفة.
أمشي على لهفتي كأنها طريق،
أتعثرُ بالغياب،
وأقومُ من قلبي إلى قلبي،
كمن يعودُ من الموتِ وفي يدهِ نجمة.
الزمنُ يسألني: من أنتِ؟
فأقول:
أنا أثرُ أنفاسٍ كانت تُسبّح في الظل،
أنا النقطةُ التي نسيها الحبرُ
فانفتحت منها القصيدة.
حين يمرُّ بي الحنين،
أرتجفُ كما ترتجفُ الأرضُ
حين تلمسُها أولُ قطرةِ مطر،
أفتحُ صدري للشوق،
فيخرجُ منهُ طائرٌ من نارٍ
يحومُ حول وجهي
ثم ينامُ على شفتي.
أنا لا أبحثُ عن الله،
أنا أتنفّسه،
أسمعُه في انكسارِ صوتي،
وأراهُ في ارتعاشةِ يدي حين أكتب.
يا أيها الوجود،
تمهّلْ قليلاً،
إنني ما زلتُ أتعلمُ كيف أكونُ،
ما زلتُ أكتشفُ أن النورَ
يُولَدُ من طعنةٍ،
وأنّ الخسارةَ وجهٌ آخرُ للحبّ.
أنا المهرةُ،
أركضُ في اللااتجاه،
لا لأصل،
بل لأبقى مشتعلة،
كي يُضيءَ بي من ظلّوا
ينتظرون اللهَ في العتمة.
وحين أصلُ إلى آخر العدم،
أمدُّ يدي فلا أجدني،
أمدُّ صوتي فلا يسمعني أحد،
إلا هو
الذي يجيءُ على هيئةِ صمتٍ،
ويُعيدُ خلقَ النارِ من رمادي.
فأعرفُ أنني كنتُ هو،
وأنه كانَ أنا،
وأنّ المهرةَ منذ البدءِ
لم تركضْ في الصحراءِ،
بل في قلبِ الله.






































