ارتبط التصوف بالأخلاق، لذلك سمي بـ"علم التخلق" الذي يتجلى النغم في الكلمة الصوفية، وتباهوا أهل التصوف في نثرهم وشعرهم، وادعيتهم وابتهالاتهم، وشروحهم وتعليقاتهم ومنظوماتهم. وهذا التجلي ينفرد به الصوفية عن غيرهم من الناس
لم نضع يومًا الصوفية في سلّة واحدة ·
إن أخطر المراحل التي مرّ بها التصوف هي المرحلة الثالثة التي ضمّت ابن عربي والحلاج وجلال الدين وغيرهم · ومما له ...
وأعترف حينها جلال الدين الرومي بأن الحلاج أُعدم لأنه شكك في حكم " محمد أكبر " بعدم توسطه لغير المسلمين خلال رحلة المعراج .
هناك تمسكوا الصوفية بهذا المذهب و بطريقتهم في ممارسة الشريعة بأكثر الطرق زهدًا و تعبدًا.
مات "عبد الواحد بن زيد " ولكنه ترك بعده دوياً هائلا وأخذ بعض الناس يرجعون إلى ذكراه فيشيدون بفضله ويحيكون حوله الهيجان ، وبعضهم يغالون في تمجيده شأنهم في جميع اصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى في جميع الأزمان.
وبعد حقبة طويلة من الزمن ظهر جلال الدين الرومي ﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾ كتلميذ " عبد الواحد بن زيد " الأمين على المذهب وحواريه المخلص رغم رحيله عن العالم . وشرع يؤلف الكتب و يسجل فيها تعاليم عبد الواحد بنصها و رنصها الحقيقي الذي كان في الصدر الأول من عصر الصحابة ، فالخلفاء الأربعة كانوا صوفيين ، ويؤكِّد ذلك كتاب "حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم الأصبهاني . ثمَّ أتبعهم بصوفية التابعين.
و عن جلال الدين الرومي الصوفي الشاعر العظيم صاحب «الكتاب المثنوي» الذائع الصيت، والعظيم الأثر في العالم الإسلامي الشرقي. انه كان مشغوفا بهذا المذهب الصوفي . وقد رحل إلى جنوب تركيا حيث كان المذهب الصوفي منتشرا وإتصل ببعض زعمائه وتوثقت بينهم روابط فلسفية،
ومن تركيا إلى حلب توجه إلى دمشق، حيث أقام بالمدرسـة ( المقدسية) وكانت له مجالس لطيفة مع الشيخ محيي الدين بن عربي، والشيخ سعد الدين الحموي.
وكان المظنون أن مذهب الصوفية كان أقرب إلى مزاج الابتداع الذي يختبئ تحت الشعائر الدينية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر .
و الحقيقية التي لا يعرفها أحد على وجه التحديد ، وهو من المُحب الذي بدأ التصوف في الإسلام ؟
يقال بأن التصوف أول ما ظهر كان في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس، والتأثر بالفلسفة اليونانية .
وقد يسال سائل هنا فيقول:
لماذا لعبت الصوفية دوراً هاماً في تشكيل المجتمع الإسلامي ؟
الجواب يقتضي أن طبيعة مرحلة الإنتقال التي تمر بها هذه المجتمعات ، و لآن ذلك ينبع من خلال تثقيف الجماهير وتعميق الاهتمامات الروحية للمسلمين . وعلى النقيض من الجدل الجاف الذي يبديه رجال الدين، كان الصوفيون يلتزمون بدقة بأوامر الشريعة الإلهية.
و يظن الأغلبية أن الإصلاح الديني أمر سهل للغاية. فهو موقوف على إختيار رجل دين للمجتمع تتوافر فيه الصفات التي ذكرها. وعند ذلك يستريح الناس وتشملهم أواصر المحبة والإخاء والسعادة هنيئا لهم.
——-
نشأ التصوف أول ما نشأ بالبصرة، وأول من بنى ديرة التصوف بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد من أصحاب الحسن البصري رحمه الله …