من وحدتي تُولدُ أَبهةُ السُّكوتِ
كقنديلٍ لا يَصْدَأ،
يُوقِظُ بَقايا الليلِ في صدري كأنّما لَم يَبْقَ إلا ذكرٌ واحد.
السكينُ عندي ليست أداةَ قطعٍ،
بل وَردةٌ من نورٍ تُفتَحُ على السرِّ،
تشقّ الحجابَ حتى يَهْرُبَ الاسمُ الأخيرُ،
فيتبخّرُ الكلامُ ويَخِلُ الفناءُ.
من وحدتي يُرفعُ جسرٌ من ترانيمٍ؛
تمرّ عليه أرواحٌ عاريةٌ كالعصافير،
تحمل بين جناحيها نِقاطَ الصلاةِ،
وتُعلّقُ خريطةَ العالمِ على ظهرها.
الفجرُ عندي سكينٌ يسلِمُ نفسهُ للونِ،
يقطَعُ الليلَ فينبلجُ،
فتنطفئُ الخيباتُ، وتبقى شظايا النورِ
تغنّي على ألسنةِ المدى.
أُغرِزُ في قلبي خنجرَ الرحمةِ فأصيرُ بابًا بلا مفتاح،
يدخلُني العابرونَ كلّهمُ،
يتركوني سجّادةً للأحلامِ والوحشةِ معًا.
هنا، حيثُ تتلاشى الحدودُ بين الألمِ والذكرِ،
أوقِفُ الزمنَ بِلمسِ الجرح،
لينفجرَ مثلُ يقظةٍ:
صلاةٌ تخرجُ من فمِ السكّينِ وتَصْحو على نَفَسِ الله






































