لم يكن تنورُكَ طينًا،
كان فلكًا يستديرُ حول سرّكَ،
وكنتَ أنتَ،
رجلًا يسكبُ القمحَ في مجرّةِ اللهب،
فإذا بالليل ينهارُ
ويقومُ الصبحُ على أصابعكَ.
أيها الخبّاز،
اخبزْ لي غيمةً من نار،
دحرجْها في فمي،
لأعرف أن الجوعَ صلاة،
وأن الخبزَ إنجيلٌ يُتلى على المائدة.
لم تكتبْ قصيدة،
أنتَ جعلتَ اللغةَ عجينًا،
أدرتَ قمرَها براحتيكَ،
ونفختَ فيه حتى صار رغيفًا
يضيءُ من الداخل.
أنا الشاهد،
أنا الذي رآكَ تصنع من رماد التنور
أفقًا للأنبياء،
ومن فتاتكَ
عشاءً للطيور.
اخبزني أنا أيضًا،
دعني أرتفعُ في لهبكَ،
قمحةً أنكَسِرُ بين يديكَ،
ثم أنهضُ في فمكَ
قصيدةً لا تُؤكل
بل تُصلّى






































