هل أزال قلبكَ الناي القديم،
ريشة العنقاء التي كانت تحلق في أعماقي؟
هل تركتَ النغمة تذبل،
وكتمتَ الصوت الذي كان يُحيي الروح؟
هل أنت ذلك الغريب الذي قتلني،
ونسي أن يموت معي؟
هل أنت الناي الذي توقف عن العزف،
أم الريشة التي سقطت في نهر النسيان؟
هل أنت في داخلي،
تتكلم بلغة لا أفهمها،
كأنك نبيٌ يسير بين النور والظل،
يحمل جرحًا أبيض، كزهرة سلامٍ تذبل.
هل تبقى لي أثرٌ في ثناياك؟
هل أزلتني من دفاترك،
كأنني لم أكن سوى حلمٍ،
نام في عينيك، ثم استيقظ ليغادر؟
هل ضاعت أيامنا في متاهات الغياب،
بين كلمات لم تُقال، ولقاءات لم تحدث؟
هل ما زال في قلبك مكانٌ للهوى،
أم أنك تركتُه موحشًا بلا عنوان؟
أتذكُرُ كيف كنا نرسم سماءنا بألوان العشق،
كيف كنا نغني للحياة بأصواتنا المرتعشة؟
وأين اختفى ذلك النهر،
الذي كنا نسبح فيه بلا خوفٍ أو قيود؟
هل أنت ذا الذي يختبئ خلف وجوه كثيرة،
يتقمص أدوار الغياب والحضور،
ويمشي وحيدًا في ليالي القلب،
كطيفٍ لا ينتمي إلى أيّ مكان؟
هل أنت الصوت الذي لم يزل يدعو في قلبي،
أو السكون الذي يكسو عتمة روحي؟
هل تبقى هناك نغمةٌ صغيرة،
تنتظر أن تُعزف،
على أوتار حبنا القديم،
تُعيد الحياة لما كان،
تُعيدنا لبعضنا،
نحن الناي والريشة،
الهوى والماء،
الحلم والواقع؟