آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سحر حسب الله
  5. اقتلوني .. تؤجروا واستريحوا

الحلاج: حين يصبح القتل حياة

 

“اقتلوني .. تؤجروا واستريحوا”

 

بهذه الكلمات المربكة، التي تشبه صرخة من قلب الغيب، خاطب الحسين بن منصور الحلاج جلّاديه. لم تكن تلك دعوة إلى الموت بالمعنى البسيط، بل كانت إعلانًا وجوديًا لحقيقة صوفية كبرى: أن الفناء في الله هو الحياة الحقة، وأن الخلاص لا يكون إلا بعبور الألم، بالحرق، بالصَّلب، بالتحوّل الكلي.

 

فمن هو الحلاج؟ وماذا كان يعني حين طلب الموت من خصومه وكأن في قتله خلاصًا له ولهم معًا؟ وكيف تحوّلت تجربته إلى أيقونة للثائرين، والشعراء، والمحبين؟

 

من هو الحلاج؟

 

وُلد الحسين بن منصور الحلاج عام 858م (244هـ)، في قرية تُدعى الطور قرب البيضاء في فارس (إيران الحالية). نشأ في بيئة متديّنة، ودرس الفقه والحديث، لكنه سرعان ما انجذب إلى طريق التصوف، وكان من أبرز شيوخه سهل التستري والجنيد البغدادي، وإن كان الأخير يتحفّظ عليه لاحقًا.

 

رحل الحلاج كثيرًا، إلى مكة، وخراسان، والهند، وخلال ترحاله تكوّنت شخصيته الصوفية والفكرية، التي جمعت بين الزهد والتأمل والفكر الثوري. لم يكن زاهدًا معتزلاً فقط، بل داعية إلى التغيير الروحي والاجتماعي. كتب، وعاش بين الناس، ووعظهم، حتى صار له أتباع كُثر.

 

أنا الحق… أم الله؟

 

أشهر عبارات الحلاج، والتي كانت ذروة محنته، هي:

 

“أنا الحق”

 

قالها وهو في غيبته الصوفية، حين فني عن ذاته وشعر بأنه لم يبقَ فيه شيء إلا الله. لم يقصد الألوهية – كما فسّرها خصومه – بل عبّر عن حالة من “الاندماج الروحي” مع الله، حيث لا يبقى من العبد إلا الله فيه، فلا يرى في نفسه إلا صفات الحبيب الأزلي.

 

هذه العبارة، وإن كانت مفهومة ضمن السياق الصوفي، اعتُبرت زندقة عند فقهاء السلطة العباسية، وذريعةً كافية لاتهامه بالكفر والهرطقة.

اقتلوني… سياق العبارة ورمزيتها

 

في قصيدة تُنسب إليه، قال الحلاج:

 

اقتلوني يا ثقاتي إن في قتلي حياتي

ومماتي في حياتي وحياتي في مماتي

أنا من أهواه فافعل بي جميع ما ترونه

فبحبّي لا أبالي إن قتلت أو نجوتُ

 

يطلب الحلاج من خصومه أن يقتلوه، لأنه – في نظره – ميتٌ أصلاً عن ذاته، عن دنياه، عن أنانيته. هو حيّ فقط بما يحب، أي بالله. فكل قتل جسديّ يقربه من محبوبه، ويحقق الفناء الذي يسعى إليه.

 

وتعبيره “تؤجروا” ليس سخرية فقط، بل يحمل نبرة تحدٍّ: إن كنتم تعتبرونني زنديقًا، فاقتلوني لترضوا ربكم كما تزعمون، أما أنا، فسأكون في راحة، في لقاء.

محنة الحلاج ومقتله

 

حوكم الحلاج أمام القضاء العباسي في بغداد، بعد اتهامات بالزندقة، والتأثير على العامة، ومزج الدين بالسياسة. ظل في السجن سنوات، ثم صُلب يومًا كاملاً، ثم قُطع رأسه عام 922م، ومُزّق جسده، وأُحرقت بقاياه.

 

لكن من الغريب أن قتله لم يُنهِ وجوده، بل زاد حضوره. فقد أصبح رمزًا للحب المطلق، والمقاومة الروحية، والحرية الداخلية، وتحولت كلماته إلى طاقة حيّة في ضمير التصوف والفكر.

 

الفناء في التصوف: هل هو انتحار أم ولادة؟

 

ما قاله الحلاج لا يُفهم خارج سياق فكرة “الفناء في الله”، وهي ركن أصيل في التصوف الإسلامي. يرى الصوفي أن العبد ينبغي أن يفنى عن ذاته ليرى الله فقط.

 

يقول أبو يزيد البسطامي، أحد أقطاب التصوف الأوائل:

 

“سبحاني، ما أعظم شأني!”

وهو قول يشبه من حيث البنية “أنا الحق”، لكنه يُفهم ضمن لحظة غيبية، حين يتلاشى العبد تمامًا في حضور الله، فلا يعود يميز نفسه عن المطلق.

 

في هذا السياق، لم يكن الحلاج مبتدعًا، بل مجددًا صادمًا في صدقه وعلانيته. ما قاله سرًا، قاله جهارًا. وما همس به العارفون في الزوايا، صرخ به في الأسواق، وكتبه للناس جميعًا.

 

من هنا، كان فناء الحلاج ولادة جديدة، لا انتحارًا رمزيًا فقط، بل شهادةً تؤسس لفكرة أن الوجود الحق لا يُنال إلا بعد اختفاء الوجود المزيف.

الحلاج والشهادة الصوفية

 

لم يمت الحلاج كمذنب، بل كشهيد للحب. لقد اختار أن يُصلب كما صُلب المسيح، وأن يُمزق كما مزقت قلوب المحبين. بل قيل إنه سجد لله وهو على الخشبة، وابتسم في لحظة احتضاره.

 

وحين سُئل: “ما التصوف؟”، قال:

 

هو أن تكون مع الله بلا علاقة.

 

لم يكن يعني اللاعقلانية، بل التجرد. التجرد من كل مصلحة، من كل رجاء أو خوف، حتى من نعيم الجنة أو هول النار، والبقاء فقط في حالة محبة خالصة، تعبد الله لله، لا لأجل شيء.

الإرث الصوفي والفكري للحلاج

 

بعد مقتله، تردد ذكر الحلاج بين المتصوفة، والفلاسفة، وحتى الشعراء. جلال الدين الرومي استحضره أكثر من مرة في المثنوي، وكذلك ابن عربي، والسهروردي، والنفري.

 

في العصر الحديث، عاد الحلاج رمزًا في الشعر العربي الحديث، وخصوصًا في أعمال صلاح عبد الصبور في مسرحيته مأساة الحلاج، حيث جسّده شخصية تراجيدية تواجه السلطة، باسم الحب، والحق، والحلم.

خاتمة: هل قُتل الحلاج حقًا؟

 

الحلاج لم يُقتل. جسده اختفى، لكن فكرته حيّة، تطل برأسها كلما خنق الخوفُ الصوتَ الحر، وكلما صار الحب جريمة.

 

قال يومًا:

 

“أنا من أهوى، ومن أهوى أنا… نحن روحان حللنا بدنا”

 

عبارة تختزل جوهر التصوف: أن الحبيب لا ينفصل عن المحبوب، وأن الله لا يُرى في السماء، بل في القلب، في الحب، في القصيدة، في النار التي تضيء الطريق.

وإذا كان قد قال:

 

“اقتلوني يا ثقاتي إن في قتلي حياتي”

فلعل العالم لا يزال يقتله، كل يوم،

ولا يزال هو يولد… من رماده،

ليعلمنا أن من أحب… لا يموت.

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350371
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205068
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190115
4الكاتبمدونة زينب حمدي176665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138362
6الكاتبمدونة مني امين118810
7الكاتبمدونة سمير حماد 112589
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103794
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101144
10الكاتبمدونة مني العقدة98529

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1434 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع