الساعة البُنية بتوقيت عينيك ..
في هذا الوقت بالذات،
تقول شجرة السَّرو للغيم:
"أمس عبرتْ من تحتي نظرة،
نظرة لرجلٍ
يمشي كأنه يحمل الصيف على كتفيه،
له جبهةٌ تتّسعُ لسماء،
وصوتٌ لو لامسَ حجراً
لأزهر"
وتقول نبتةُ الرّيحان لندى الفجر:
"أمس مرَّ من جواري
رجلٌ يشبه بداية القصائد،
ليس فيه خشونةُ الملوك،
ولا حِيَلُ الساسة،
بل ذلك الهدوء
الذي يشبه صوت الماء
حين يخاطب ضفافه"
الساعة الآن
تضطرب في معصمي،
تتحوّل عقاربها
إلى خفقات،
إلى طيورٍ صغيرة
تبحث عن حضنك لتستريح.
نسيتُ أن أخبرك:
أمس، حين مررتَ قرب الظل،
خلعت الأشجارُ حياءها،
واهتزّت أوراقها
كأن الريح
تتعلّم الرقص لأجلك.
ونسيتُ أيضًا:
أن الليل،
حين سمّى اسمك،
انفتحت في العتمة نافذة،
وسقط منها نورٌ
كان يشبه ابتسامتك.
والآن…
الساعة البنية
بتوقيت عينيك
تقول لي بصوت هادئ:
"اقتربي أكثر…
فكل شيء حولك
منذ الأمس
يتعلّم كيف يحبّك
على طريقتي"







































