أَجَلْ إِنَّنِي عَاشِقَةٌ
وَمُتَصَوِّفَةٌ بِالْعِشْقِ الْحَذِىِ
الْعِشْقُ أَدْرَكَنِي دُونَ أَنْ أَدْرِكَ كُنْهَهُ
وَلَيْسَ هُنَالِكَ مِنْ سَبِيلٍ لِسَبْرِ غَوْرِ قَلْبِي
هَذَا الْعِشْقُ الصَّغِيرُ،
لَا يَخْشَى التَّوَقُّفَ
لَا وَلَا الصَّمْتَ
مَا دَامَ يَمْضِي مَرَحًا!
سَيَظَلُّ يَهْمِسُ لِأَلْفِ سَنَةٍ،
مُتَدَفِّقًا كَمَا هُوَ الْآنَ.
عُيُونِي لِكُلِّ شَيْءٍ،
لَكِنْ قَلْبِي يَنْبِضُ لَهُ وَحْدَهُ
أَجَلْ أَنَّنِي تَصَوَّفْتُ بِهِ
وَهَمَمْتُ بِعَيْنَيْهِ
حَيْثُ أَعَادَتْنِي حَيَّةً بِجُنُونٍ
وَالَّتِي تُشَعْشِعُ مِنْ خِلَالِهَا رُوحِي
أَجَلْ أَنَّنِي عَاشِقَةٌ، عَشِقْتُ مَلَامِحَهُ
الَّتِي تَتَدَفَّقُ فِي عُزْلَةِ اللَّيْلِ قَصِيدَةً،
وَأَدْمَنْتُ ابْتِسَامَتَهُ الدَّائِمَةَ
الَّتِي تَبْكِي نَايُ رَاعٍ يَطْوِي مَوَاجِعَهُ
فِي كُلِّ لَيْلٍ وَهُوَ يَشْدُو بِأَسْمَاءِ الَّذِينَ
طَوَاهُمُ الرَّدَى الثَّقِيلُ،
وَأُغْرِمْتُ بِحَاجِبَيْهِ بِآفَاقِهَا الْمُتَلَأْلِئَةِ تُحَقِّقُ لَحْظَتَهَا الشَّفَّافَةَ انْجِذَابِي
وَأَبْتَسِمُ أَنَا فِي سِرِّي؛ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ أُشَارِكَهُ هَذَا الْعِشْقَ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُشْبِهُنِي وَأَنَّنِي أَتَهَادَى فِي الْمَدَى؟
أُفَكِّرُ بِهِ حَتَّى أُبْلِغَ دَرَجَةَ التَّأَمُّلِ فِي نَفْسِي الْمُتَجَلِّيَةِ.
مَنْ هُوَ؟
مَنْ أَنَا؟
مَا هَذَا الْعِشْقُ؟
أَسْأَلُ نَفْسِي،
أَسْأَلُ رُوحِي الَّتِي يَلْذَعُهَا الْعِشْقُ، وَلَيْسَ لِي مِنْ خِيَارٍ سِوَى أَنْ أَعْشَقَهُ،
، حِينَئِذٍ فَقَطْ،
لَا شَيْءَ نَاقِصٌ وَلَا فَائِضٌ،
سَلَامًا لِرُوحِهِ الَّتِي تَنْهَلُّ مِنْ مَاءِ الْيَنَابِيعِ،
وَتَزْرَعُ فَوْقَ ضِفَافِهَا نَخِيلَ الْجَمَالِ…