بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
تعمّدتُ البارحة نشر صورةً لي، لا لزهوٍ ولا تكلّف، بل لأثبت في نفس "ابن يعقوب" يقينًا كان يتماوج بين الظن والرجاء...
والحمد لله، إذ بزغت البينة، واتّضحت الرؤيا، وكأن الرحمة أشرقت على القلب بعد طول غيم.
ما أكثر ما نُهرع اليوم إلى مشاركة صورنا، نُزين بها جدران العالم الافتراضي،
نضحك فيها مع أحبتنا، نُشركهم أفراحنا، ونبعث من خلالها رسالة صامتة تقول: "أنا بخير... فاطمئنوا."
لكن، ما كل ابتسامة منشورة تُروى بفرح،
أحيانًا يختبئ خلف الصورة ضيقٌ... ضيقٌ كغيمةٍ حبلى لا تنفجر،
يجتاح الصدر، ويتسلل في دهاليز القلب، همسًا لا يُسمع... ولكن يُوجع.
تريّثت، وقلت في سري:
"ألم يُقل سبحانه وتعالى: لا يعلمون؟"
إن من الأرحام من يتربّص،
ومن المحروم من يُكِنّ الحسد، لا لأنك آذيته، بل لأنك سُعدت.
ما قلت إن الناس جميعًا يغارون،
لكن كما في الأرض زرعٌ مبارك، فيها أيضًا شوكٌ مُهلك.
فيا صاح، استعِذ بالله من شرّ الإنس قبل الجن،
ولا تحرم نفسك من لحظة فرح،
ولكن زن اللحظة بميزان الحكمة، و اعلم أن بعض الفرح
لا يُروى، بل يُصان.
ففرحة العائلة حين تُخفى، تكون أصدق،
والعيون؟
لا تدري: أهي حامدةٌ شاكرة،
أم ناقمةٌ تُخفي في المقل نارًا لا ترحم؟
فحافظوا على أرواحكم، فإن الله سبحانه وتعالى قال:
"وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ".