أريد بيتًا يشعُّ بالحياة،
تغمره ضحكات الإخوة،
لا يعترف بالوقت،
توقظه مشاكسات عفوية،
وشعشعةُ الفكر بإصلاح باب،
أو مشاهدة مسرحية،
أو حتى مشاكسات على اللاشيء،
جدالٌ فارغٌ لمجرد الضجيج،
وكل ذلك أجمع،
انتظارًا مقدّسًا لكانون جدتي،
على رائحة الطعام نشبع و نطيب...
أريد جدتي...
بركةً بالخير تمرّ،
يدًا حانية تربت على قلبي،
وروحي تأسر،
تُسمعني حكاياها المعادة كل ليلة؛
صلاةٌ أُنصت إليها وأُنبهر معها،
وكأنها لأوّل مرّة تُروى،
تفاصيل أسرار شهرزاد،
أنا وهي....
كلثوم تغني والجمهور في نشوة الغرام يهيم...
أريد عيون زوجي ضاحكة،
تتفقدني وتتعسّس على صِغارنا،
يتلكّك حتى يندسّ بينهم،
يلتحفون به فرشًا وغطاء،
آمنين بحنان صدره،
وحكايا أبدًا لا تُشبع فضول أرواحهم،
يطيرون فرحًا،
أبًا يشبه النور،
مجرة في كون الله الفسيح.
أريد أناسًا طيبين...
على الأرض قرآن يُتلى،
يرسّخون الأخلاق في الصدور،
وينقشون على أحجار عقولنا أسماء الكرم والجود،
نعطي، نُعلّم، نُعين،
كما علّمني شيخي علي، ومُعلمي أحمد الكريم.
أريدك أن تعلم أنني دونك لا شيء،
نصفٌ باهت، لا يكتمل إلا بك،
فلا تقل "آه"، فإنها في قلبي تصدّع،
ترفّق بروحي، ولا تبح طيبتك لكل طارق،
فالشرّ من حولنا ماردٌ أصلْد،
زلزلت أهواؤهم فطرةَ الله فينا،
لهم دينهم، ولنا دين،
والله وحده الحافظ والمُعين.
أريد أن أضيع فيك...
في كلماتك، في حضورك،
أريد أن أذوب في سطورك،
حصنَ أمان...
وطنًا...
أتّكئ على ترابه،
غرسه حياة، وصمته دليل...
يُعيدني رشدي،
وعلى كَبِد الدهر قويمٌ حكيم.