قد جعل الله لكل شيء قدرا...
تأملتها طويلاً، وأنا أربت على قلبي كلما أحس بالضيق، وكلما زاحمتني الأسئلة الثقيلة:
لماذا الآن؟ ولماذا أنا؟ ومتى ينتهي هذا كله؟
ثم همست لي الآية، كمن يطبطب على روحٍ مرهقة:
لكل شيءٍ قدر...
فلا شيء في حياتك عشوائي، لا اللقاء، ولا الفقد، ولا تأخر الرزق، ولا انغلاق الأبواب.
لكل وجعٍ موعد انتهاء،
ولكل دمعة حد،
ولكل ظالم لحظة يسقط فيها،
ولكل قلبٍ ضاق، سعةٌ آتية،
قد جعل الله لكل شيءٍ قدرا...
لا تتعجل ما لم يُكتب لك بعد،
ولا تحزن على ما لم يكن ليكون،
فهناك تدبيرٌ خفي، وموازين لا يختلّ فيها شيء،
حتى الألم حين يشتد، لا يتجاوز حدّه،
وحين تظن أنك بلغت المنتهى، تكون البداية على بعد خطوة.
سعيُك محسوب، وخطواتك مرصودة، وعُسرك في طريقه للانقشاع.
فاطمئن، فإن الذي قدّر، رحيم.
وإن الذي كتب، لا يكتب عبثًا.
وإن الذي يعلم، لا يظلم أبدًا.
تمسّك بها جيدًا:
"قد جعل الله لكل شيء قدرا"...
فما من شدة إلا وقد قُدّر لها أن تزول.
الله موجود....