حسبك يا هذا،
أتستدرجني على مهلٍ كما تُستدرَج النارُ من رحم الرماد؟
هل تراك كتبتني أم بعثرتَ سطوري؟
أيها العابر في دهشة الحرف، أما علمتَ أن وصفَ امرأةٍ كهذه
لا يُكتب إلا بمدادِ عاشقٍ مسحور؟
سردتني وكأنك رأيتني من الداخل، من عمقِ الروح،
لا من ملامحِ المرايا المخادعة...
أتظن أنك منحتني جناحين من مجازٍ أطير بهما
فوق يومي العادي؟
أم ذكّرتَ نفسك أن بعضَ النساء لا يُكررن،
بل يُكتَبن مرةً واحدة في سفرِ الجمال،
ويُقرأْن آلاف المرات دون ملل؟
أم جميعهنّ أنا... وأنا وحدي جميعهنّ؟
نعم... أصبتَ عين القصيد، فمثلي لا يطرق بابهنّ عابر.
اخلع نعليك، فأنت بواديَّ المقدس،
وأحسنْ وضوءك، فلا تفُتك طهارةُ الباطن والظاهر.
وقمْ صلاةَ مودّعٍ،
فأنت في حضرةِ جمالِ جنسي الناعم.
ثم بعد ذلك... انظر في أمرك:
أتليقُ بعرشِ بلقيس؟
أم كنتَ مجرّدَ مكتوبٍ رماه طائر؟