هل من الممكن أن أنهزم قليلاً؟
كطفلٍ بريءٍ تُرك في عرض المحيط،
زورقُه ضائع، والليل يطبق على عينيه.
كلما ظنّ أنّ النجاة قريبة،
انقضُّ عليه وحشٌ أسود،
يطوف حوله كسبعٍ جائعٍ،
يريد أن يلتهم بقايا براءته.
يصرخ…
لكن صوته يضيع بين هدير الموج.
يتشبّث ببقايا خشبٍ صغير،
ثم يغمض عينيه، ويرفع قلبه إلى السماء:
"يا رب، نجني… فلا سند لي سواك."
وبأعجوبةٍ من صنعك، يا الله،
يُلقى على شاطئ رحمتك حيًّا.
لكن، ما إن يستريح قليلًا،
حتى تدفعه الأمواج مرّة أخرى
إلى معركةٍ جديدة بين الغفوة والغفلة،
شدٍّ وجذب، لا يُقصيه ولا يجعله يُلقي سلاح الإيمان.
تعب… نعم، تعب من الكرّ والفرّ،
لكن قلبه ما زال طفلاً،
يبكي ببراءة:
"يا رب، لا تفلت يدي.
ثبّتني مع الصالحين عملًا وقلبًا.
لا تؤاخذني على يأسي،
أنا عبدك الضعيف،
أستغفرك ربي💔."