كيف حالك يا كمال؟
أتراكَ ما زلتَ تحفظُ ملامحي في صمتك،
أم أنك أحببتَ هدوئي حتى خُلتَ ادّعائي صبرًا؟
حارَ أمري فيكَ...
ولا أدري، أمداراةُ وعيك عن عمدٍ هي؟ وتلك مصيبة،
أم عن غفلةٍ؟ والمصيبةُ أعظم.
تسألني، أنت، ماذا أفعل الآن؟
الآن، أيها العلّامةُ الفذ،
أنسيتَ أني أمّيّةُ الفعل،
جاهلةُ القرار؟
تدقُّ همومُك عقرَ أيامي،
وتُثيرُ رمادَ العزّ في نفسي،
فتُعيدني إلى زمنٍ كنتَ فيه طاووسَ عرشك،
تُباهي بألوانك الزاهية،
وتبسطُ يديكَ على محاصيلِ الندى.
فأينَ تلك الألوانُ البراقة؟
وأينَ غلّةُ يديكَ الواسعة؟
يا هذا...
إني ألفتُ القفصَ الذهبي،
وصرتُ أُديرُ مملكتي من وراءِ قضبانٍ من ودٍ وصمت،
أرعى فراخي، وأحرثُ عُشي،
أناهضُ شمسَ النهار،
وأناجي ضوءَ القمر،
وأبعثرُ نجومي على غرسِ الحنين.
وما أنا إلا جناحُ عصفورٍ كسير،
يُحلّقُ بالعزيمة،
ويستريحُ على غصنِ الدعاء.
يا سيّدي،
لك القولُ والفعل،
ولك أن تتسلّمَ رايةَ يوسف،
وأنا — كما خُلقتُ — ضلعٌ يُساندك،
لا ظلٌّ يتوارى،
ولا ظلٌّ يُسقطُ الضوء عنك.
قد ولّت عجافُ السنين،
وحانتْ أعوامُ الغيث،
فانهض...
ولا تُعدني إلى الصمت.
عد بي زهرةً... كما كنتَ لك كمالًا،
فما نضجَ الحُسنُ إلا حين تواكبت الفصول.....






































