أظنّني أغار من ذاك الطقس الأبيض
ليلي يهوى السهر،
لا قاربَ نعاسٍ يرسو بين موجه،
وإن أخطأ يومًا وغفا،
ارتعش فيه الضوءُ، وضاعت ملامحُ الألوان.
تتكرّر الطقوس،
كأنها ناسكٌ متعبد.
صمتٌ طويل، وبصري شاخصٌ إلى السماء،
وحروفٌ تتساقط من الروح لا تحمل كلمًا،
والدمعُ لا مجرى له، ولا حتى ادّعاء.
يمضي بي مدارُ الكون،
بين غفوةٍ تُسمن الروح،
وجهٍ سمحٍ يرضى،
صفحةُ تفويضٍ بيضاء، وصاحبُ المشكاة لا يغفل ولا ينام.
تتقلّب النفس،
تفلت أصابعُ الضجر من كفّ الصبر،
ينقشع خماري قليلًا،
فينفلت لساني:
متى نصرُ الله؟
أربط على ذاك النجم المرتعد،
أعيد ترتيب فوضى الليل في داخلي،
أتلمّس نسمات الفجر،
ثم تغفو عيني في أمانٍ رقيق.
أعاود لملمة شظايا النفس،
لأكتشف أنها ينبوعُ بحر موسى،
وأن العصا بيدِ ربي الرحمن.
فأسكن، وأبتسم،
وأدرك — متأخرةً كعادتي —
أن كلَّ سهرٍ صلاة،
وكلَّ نجمةٍ مرتعدةٍ… كانت تجيب.
عندها أدركت أن الطقس لم يكن بعيدًا،
كان يسكن صدري منذ أول سهر،
يزرع في زاوية فمي ابتسامة،
وتغفو عيني على دفء الأمان.
ما بين سهر وطقسها الأبيض.








































