في ساعة الزمن
تعالي لنمضي
أنا وأنتِ
وبعضٌ مني
وبعضُ كثيركِ
وفي لمح البصر
تشرق الشمس كل صباح مرتين
أولاً حين قدومكِ
وثانياً حين حديثكِ
في البعد الآخر من لون البحر المنعكس في صدر السماء
كنت أكتب
قصيدةَ الموت
قصيدةَ القهر
قصيدةَ النورِ الذي انطفأ منذ زمن
منذ رحيلِ أمي
أمي وأنا
وبدايةُ الوجع
على حين غفلة
لم نحسب للأمر زمناً
كان الأمر مُستبعداً
كانت كالغيمة تُمطر
كالشمس تزهو بنور ربّها
كسنابلِ القمح في بيدر الحصّادين
كانت نورُ الكون
لحن طير الأبابيل
من الجنة وصلت
كانت من زغاريدِ الحور
يغلبني النوم في الرحلةِ الأولى لزُحل
أحلم يوم كنتُ جنيناً
يوم كنت أسبح في بطن أمي كما لو أني أملك الكون
بدون تعبٍ
لقد تعبت عني
بدون ألمٍ
لقد تألمت عني
في قلب السطر
تنبت فكرة
ينبتُ صدى صوتي المبحوح
أرحلُ مع طيّات الورق الغافي على جبين الحبر
القصيدة بدأت في الرحيل
تُنجب كل ليلةٍ قصيدة
بقافيةٍ لا تشبه أختها
ببحرٍ يُغرقني كلما مرت كلماتي فيه
الوقت يمر
والحرف يسقطُ سهواً من حجم الكلمات التي تشكلت منه
نارٌ تحرق التاريخ
تزور الواقع
تعصف ببساتين الرمّان في مدينتي الوردية
أحتار في بعض نقاط ماء سقطت من فخّارة
كالندى
على ورق دفاتري
شكَلت حروفاً من ياسمين
الكلمات تنتهكُ مجالَ الرؤيا في زقاق الروح
تعصفُ بذبذاتِ الصوتِ من خلفِ مسامعي
عناق
وبعض احتفالٍ
وبعض دموعٍ حين اللقاء
كأني أراهن فوق الرهان رهاناً جديداً
كأني وثقتُ بسيفٍ يشق جوعِ السنين
الشمع شكَلني من شدة البرد
أكوب في ضوء شمعة
أعزف قيثارتي ونَايي الحزين
على سجل الماضي الذي لا يزال ينعاني
أحمل في ثنايا نقمتي كثير الضياع
فلا أدري كيف يكون الرحيل
ولا ادري كيف أظل هناك
أنا ابن قطوف المكان الخصيب
أنا ابن بقايا شعورِ الحنين
رجل الظل..
صاحب الظل أنا
يبدو أن انعكاس حروفي طال الغيمات تلك
العالقة في منتصف السماء ترقب صرختي
تحسبني الرعد
تحسبني البرق
وما أنا إلا حشائش في منجل جدّي
يقتلعني من جذري
كي لا أكون








































