أمّا أنا…
فنطقتُ اسمَكَ قبل أن يتعلّم لساني أولَ دروسِ البوح.
لم أقلْه جهرًا،
لكنّ جسدي كلَّه قاله:
حفرتُكَ على هيئةِ سَكَن،
وزرعتُ نبضَكَ في قلبي
كأنّك الحياةُ التي لا يطالُها الفناء.
وذُبتُ… نعم، ذُبتُ فيكَ.
سلّمتُكَ مفتاحَ روحي،
وخبّأتُ على كفّي دروبًا تُعيدُكَ إليّ
لو ضاعتْ الدنيا… أو ضعتُ أنا.
ولكَ في حُبّي
غيثٌ يُنبتُ قلبَكَ دفئًا،
سفينةٌ تحملُكَ إليّ كلما غَرِقت،
حوتُ نجاةٍ لا يبتلع… بل يحرس،
وإيمانٌ يكتُب اسمَكَ على صدري
كما تُكتَبُ القِبلةُ في خشوع الساجدين.
وَلَكَ منّي ارتجافُ لمسةِ طرفِكَ الأول،
ذلك الرجف الخفيف
الذي يكشف ما تختبئ به الروح
وتخونه الشفتان.
ولكَ منّي ما يُقال،
وما يفرُّ من حدود الكلام
ليستقرّ في العين…
فأنا في غرامِكَ صمتٌ
تبوحُ به نظرةٌ
قد تُسقطُ ليلًا كاملًا من صدري عليك.
وأنا إليكَ…
فرخُ عصفورٍ صغير،
كلما كبُرتُ—ازددتُ حنينًا،
أطيرُ إليكَ،
وأحبو نحو دفءِ ضلعِكَ
كأنّ العمرَ يبدأ عندك… وينتهي عليك.
ولَكَ منّي:
قلبٌ يميلُ إلى كتفِكَ في صمت،
وشوقٌ يتوكّأ عليك دون أن يقترب،
ويقنعُ بقُربٍ خافتٍ
يكفيه ليطمئنّ.






































