أردتُ أن أُرسِلَ لك:
أنني أحتاج شخصًا يُبقيني طفلة.
ثم تراجعتُ...
هكذا ألفَ مرةٍ.
أتعلّمُ كم مرة تحججتُ بالظروف؟
وكم مرة بررت غيابك لكبد العيش...!؟
في النهاية، قررتُ:
لن أكوي قلبي كالمرات السابقة،
ولن أكتفي بالصمت.
أنت لا تعرف...
كم عانيتُ،كوني أنثى تتحمّل أن تكون أماً،
لا فقط لصغارها، بل أمًا لأبٍ!
المأساةُ ليست هنا،
المأساةُ أنَّ كلمة "أم" تمامًا كالزهرة:
إن أهملت، جفَّتْ، وتفتَّتتْ...
ولا بأس،
تنتهي وردةٌ هنا،
ويأتي الربيعُ بورودٍ ضاحكةٍ لِما مضى،
يانعةٍ بما يأتي...
المشاعر يا سيدي ،
نبع ماءٍ لا يجف،
لا بأس...
كما لا بأس أن أكون مجرد طفلة،
بلا أعباء، بلا قيد،
فراشة لا تعرف غير الضوء،
لا تحفظ دروب الهمّ،
لا تقرأ الوجع في عيون الآخرين.
أتراني جبلاً ترسو عليه الأرض؟
حتى الجبال....،
لها حقٌّ أن تكون يومًا ما
كـ "عِهنٍ منفوش" تزروه الرياح،
وأنت ، فقط أنت ، من يُعيد تشكيلها وطنًا وقصر .
لا أريد أن أكون خارقة ،
لا "سوبر ماما"
لها باعٌ في شتّى الأمر...
يا سيدي،
أنا امرأة،
بدرجة مهندسٍ لمعمار البيت،
إلى حبيبة تفيض بالحب،
إلى أم راعية، بتخصص: طبيب، ومعلم،
إلى إداري بدرجة ماجستير في التعب والجهد!
أريد فقط أن تراني طفلة،
لا تدري من العلوم شيئًا،
تعرف طعم السكاكر،
وتتقن فنّ مراوغة قلبك حتى تلبي طلباتها بكل رحابة صدر.
أريد أن أتنحّى عن منصب نائب الرئيس التنفيذي ،
فقط لبعض الوقت.
أرجوك...
لا تراني نجمةً اعتلت عرش سبأ،
ولا "يعقوب" في مداواة القلب.
يا سيدي،
أنا لستُ ابن سينا ...
أنا فقط .....
طفلتك، وأريد أن أبقى على هذا الوضع.