وهل الفهم والإدراك نقمة، أم هما عين الحكمة وإن أنكرا خفقان القلب؟
ما بي من عنادٍ ليس إلا مراوغة عقل، يتغافل عن مرآة الروح ويكبح صداها.
يختبئ خلف أبواب الحذر، يدّعي أنه الحامي، بينما القلب يئن ويخشى الفقد، يلوذ بالحب كطفل يتشبث بحضنٍ دافئ.
يا قلبي الهش... ما استحيَ هذا العقل من مصاحبتك، يكتمك مرة، ويعود ليمتحنك أخرى، يغرس فيك سهام قومٍ ما ألفتَ إلا جرحهم.
فتنكمش وتضيق دوائرك، حتى صرتَ لا تدري: أهي عزلة نحياها طوعًا، أم قيد نتذرع به كي نهرب؟
أتراكَ ضعيفًا؟
لا... الهشاشة حياة.
أتراكَ مكسورًا؟
لا... إنك لحمٌ لم يتخشب بعد.
أما عن الفقد، فذاك سلاحٌ يرهقك، لكنه أيضًا ما يذكرك بأنك ما زلتَ قادرًا على الحب.
فلا تُرهق وسادتك بالأنين...
سلّم أمرك كما سلّم موسى عند خرق السفينة وقتل الغلام ورفع الجدار.
فالحكمة لا تغيب، وإن غاب عنك توقيتها.
فامضِ، بين عقلٍ يَحذر وقلبٍ يَحب، بين إدراكٍ يقي وهشاشةٍ تُبقيك إنسانًا.
فالوعي حصنٌ، والهشاشة نافذة، وما الحياة إلا توازنٌ بينهما.