ولأنّي معك،
دائمًا أحبّ الحديث بهذا القدر من العبث،
لا أطمح لمزيدٍ من التّعقّل.
أخبرتُك يومًا
أنني أريد أن أبصق على مؤخرة هذا العالم
وأشعلَ سيجارتي،
فلم تقل لي:
وهل للعالم مؤخرة؟
تضحك لطموحاتي القذرة،
وتردّ:
لن تستطيعي استنشاق نفسٍ واحدٍ
من سيجارةٍ مهترئة،
ستفقدين أنفاسك.
وأنت،
أنت مَن يرى أنني سأدفن الجميع،
وأرقص فوق أشلائهم.
تراني النقيضين:
أحمل كلّ هذا الضعف،
وأحمل كلّ هذه القوّة.
أشعر بصوتك يهتزّ خوفًا أن تفقدني،
وشفتيك تتصرّفان كالأبله.
أراك... ولا أراك.
أقول لك:
رؤية القلب هي قصّتي معك.
تفتح فمك لأكرهك،
تصمت،
فيصدح قلبك بالحديث الحقيقي.
في أوقاتٍ كثيرة،
أضحك كالذّهانيّ المجنون،
أتَعلم كم ضحكةً افتعلتُها
فقط كي أشعر بعضلة قلبي
تهتزّ كما تهتزّ وأنا معك؟
كم جهدًا أبذله
حتى لا أعود للقهقهة
على ترّهاتك الساقطة.
إنك مليء بالغباء،
الغباء الذي يُبقيني حيّة.
تلك الدائرة الكهربائية الصغيرة بداخلك،
تداخلت أسلاكها
فقط لتتراقص مع مكونات حاسوبي المعطوب.
تفهم حزني بلا جهد،
وتعرف:
متى تقطع السلك الأصفر،
متى تصل الأحمر،
وكيف تطفئني.
فقط تفتح فمك،
وتتفوّه بغضبٍ نحو خيالاتك
السابحة في فصامك المجنون.
لم أعُد آبه لأشباحك الطائرة.
لقد عرفت دومًا
أنني أُعامِل خمسةً في جسد،
مئاتٍ لم يُفرَج عنهم
من العنابر الخاصّة.
تُطلقهم جميعًا في فمٍ واحد،
حتى تموت كلّ رغباتي،
حتى أكرهك حدّ الاختناق بك.
بداخلي،
أذبح كلّ ليلةٍ مجذوبًا منهم،
أقتلك كلّ ليلة،
حتى يبقى منك:
هذا الذي يرتعد عليّ خوفًا،
هذا الذي يبحث عنّي في وجوه النساء،
هذا الذي يمسح زجاج السيارات
ليرى اسمي صدفة.
تختفي كلّ نسخة،
وتبقى أنت… بلا شوائب.
ولكنك، حبيبي،
مجنونٌ مخبول،
قَطَمه البحث عن طاحونة هواء في رأسي،
حتى وجد عروقي فقطعها،
ليضربني بها.
وغدٌ أحمق... وابن حرام.