تفوحُ منك رائحةُ جلودِ نساءٍ أُخريات،
نساء ذابت قلوبُهُنَّ قهرًا،
وأخريات
عِشنَ معك دورَ العاهراتِ ببراعة.
لم يَعُد في جسدِك موضع آمن،
كلُّ مكانٍ
وطأتهُ قدم مبتورة،
تَركَت وراءَها جلدًا محترقًا،
ورائحةً
تتبعك أينما كنت.
كلُّ كلماتك لهن،
ووعودُك الزائفة،
صارت صرحًا مشروخًا في قلبي.
كيف أقنعتَ الجميع
بصوتِ الحب؟
ومن أكونُ أنا
بينهُن؟
لم أطالبك يومًا
بمثاليةٍ مخدوعة،
لكنّ كلّما اقتربتُ منك،
تصدرُ عنك
أصواتُ نساءٍ
حبيسةٍ
مجروحة.
حَملتُ كل هذه الجروحِ بقلبي.
لم أعد أراكَ شخصًا واحدًا،
بل جثةً
تحمل أمواتًا.
عيناك اللتان تجفلانِ عن النوم،
هي عينا كل امرأةٍ
تسهرُ من الألم،
تبكي من الحنين.
كل خدعةٍ مصورة،
قدّمتَها، بحجّة:
"محضُ إرادتهن"...
لكن العذاب
لم يكن يومًا في الانتقام،
العذابُ هو: ألا تنتقم منك أيُّ واحدة.
حتى أنا...
فتحتُ لك قلبي،
وقدّمتُه فوق طبقٍ ذهبي،
محوتُ عنك
رائحةَ الأجساد النتنة.
أطعمتك قلبي،
وهذا هو
انتقامي الوحيد.
جسدُك الآن ينبضُ بقلبي،
تلدعُك حساسيتي،
لا تخمدُ بداخلك أصواتي،
وتزدادُ انفعالاتُك الرقيقة.
تخشن يدك،
ويَنعُمُ شعورُك،
تترفقُ
بالطريق،
بالرفيق،
بكل ما تلمسهُ يداك.
أصبحت ترى بعيني،
وتنعمُ بقلبٍ هشٍّ ..قلبي.
تخافُ الاقتراب،
لأنك تتعلّقُ بوحشيةٍ
سَتودعُ فيها روحك.
الآن
تحمل جثثًا كثيرة،
وتسيرُ بقلبٍ أحمق،
يركعُ للمحبّة،
وتنذوي قدماه
لطريقِ الحنان.