كل الأشياءِ التي سخرتُ منها وكرهتُها
صغيرة
صارت لعناتٍ تُلاحقني
--
أعيشها وكأنّ المُخرج أعادَ تدويرَ شريطِ الفيلم
ليتوقف عندَ تلكَ اللحظة،
فأُصبِحَ أنا وهي راكورًا ثابتًا
مُفتتحًا للقصة
وخدعةً المشاهدين
--
في مشفى عجائزَ قديم
تنقطعُ الحياةُ كلّ يوم
عن أنبوبِ أكسجينٍ مُعلّق
تستطيع سماعَ زفراتِ الكراهيةِ للعجز
تصدرُ من قلوبٍ شابّةٍ
تمدُّ يدَ العون
رائحةُ البرازِ
وتقيّؤاتُ العدمِ من أفواهٍ
استسلمتْ للنهايات
--
عجوزٌ تناديني بسلوى
!أرتعدُ من نظراتِ الجنونِ واليقينِ معًا
أيعقلُ أن أكونَ سلوى أحدٍ؟
أم أنّني فقطُ صورةٌ عالقةٌ في ذهنها الغائب؟
--
تخطفُ منّي سيّدةُ الممرّ حفنةً من منادِيلي
بعينينِ مسعورتين
وحقارةٍ لا أعلمُ من أينَ تنبعُ جذورها
تمسحُ بها مؤخّرةَ العجوز
ثمّ تنظرُ إليّ وتبتسم
وتعتذرُ لمنادِيلي الورديةِ الرقيقة.
--
أسبُّها في خيالي
وأضعُ فوهةَ رأسِها
في مؤخرةِ ذلكَ الرجل
الذي نسيَ اسمَه
وأودعهُ أحباؤه
في مشفى برائحةِ الموت
كل هذا الغضب ]
[..لأجلِ علبةِ مناديل
--
في المشهدِ الثابت
علّقوا لي ثلاثَ عبواتٍ من المناديل
وصورةً لفتاةٍ سمراءَ
تحملُ بينَ شفتيها سيجارة،
وفي يدِها قلمُ روجٍ
على وشكِ الانتهاء
--
خلفَ الستار
عجوز خلعت عنها الوقارِ
تهز مؤخرتَها
وتُخرجُ لسانَها
تسخرُ من الحياة...و منّي
--
بيني وبينَ العالمِ ثأرٌ لم ينتهِ
وعودُ سيجارٍ لم أشعله
وقلمُ حمرةٍ
.دائمًا على وشكِ الانتهاء