تمرّ أمامي
ذكرياتٌ من سنواتٍ مضت،
في كل ليلةٍ
من الخامس والعشرين من أيار،
تُعرض تفاصيلُ التاريخ كفيلمٍ سينمائي،
يتكرر بملل،
وكان القلقُ دومًا وريثي الوحيد.
تبدأ الذاكرة
بصورةٍ هادئة،
تلمع أولًا في مؤشّر الذكريات،
تُعلن عن انتصارٍ حزينٍ
لوجهٍ جميل .
قبلها
صورة من عامٍ مضى،
لفنانةٍ فرنسيّة،
تتكلّم بعينيها،
وتحكي عن الأسى
ما عجزت الكلماتُ عن كتابته.
أما التي سبقتها،
فهي سيّدة
تقف في عرض البحر،
تقصّ شعرها،
وتذره فوق الرمال.
تمشي بظهرها الموشوم،
بشعرها القصير،
وفُستانها المُهلهل،
لتُعلن عن نفسها.
وبقيّة الأحداث...
كلها تحكي
قصةً واحدة،
لامرأةٍ واحدة:
تنشر هزائمها،
تُعيد عدّ خسائرها،
تشاهد الأفلام،
تكتب عن الحب،
وترعى الزهور بقلبها.
أيار...
شهرُ المقاومة.
و"خمسة"
هي ارتكازُ كفّ النهوض،
و"خمسة وعشرون"
هو يومُ ميلاد،
ويومُ تحرير...
لواحدةٍ..
خُلقت من الكلمة،
ونهضت من الرماد،
كعنقاءِ الوحدة.