استيقظت سارة من نومها الساعة السابعة لبست ملابس الخروج
وتناولت كوب النسكافيه الصباحى واستعدت للنزول إلى عملها
ركبت المصعد وقلبها يخفق بشكل غريب أحست بأن هناك شئ غريب سيحدث
انقبض قلبها وانكمش وجهها من القلق ولكن سرعان ما تركت تلك الهواجس
واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم.نزلت إلى الشارع ثم ركبت سيارتها
وكانت الدنيا زحمة والجو حار وشديد البرودة فى آن واحد هذا ما كانت تشعر به سارة حالة مزاجية مشوشة ومود متقلب
ولا تعلم ما هو السر وراء كل هذا توقفت سيارتها فى الاشارة ووجدت لمة كبيرة من الناس متجمعة وصوت صراخ يعلو
ويعلو يكاد يصل إلى العمارات ناطحة السحاب نزلت سارة مسرعة من سيارتها وأخذت تنظر من بعيد لترى ما حدث وجدت الدماء
مغطى المكان وورق جرائد مبعثر فوق جثة هامدة فى الأرض.
أخذت سارة تقرب وتقرب ببطئ من مكان الحادث لترى وجه الجثة لكى تتعرف على صاحبها فإذا بالهواء يرفع النقاب عن وجه الجثة ليكشف هويتها وسرعان ما أصبح وجه سارة محمرا
كنار عمرها 10 سنين متحدثة بينها وبين نفسها قائلة(معقول.معقول تكون هى .آه هى هذا هو وجهها البرئ وهذه هى يداها الصغيرة ااااااه.. ياربى هى فعلا هدى بائعة الفل
ونظرت إلى الفل فى يداها الذى أصبح مهلهل وتغير لونه من الأبيض الناصع كلون النهار
إلى أحمر بلون دماء هدى
أسندت سارة ظهرها إلى عمود فى الشارع وتذكرت هدى الفتاة الصغيرة التى كانت
تجرى بين السيارات تبيع الفل بحثا عن لقمة العيش تذكرت ابتسامتها الجميلة التى كانت
تتحدى جميع الظروف الصعبة التى كانت تمر بها تذكرت مدى رقتها واستحياءها عندما
يمن أحد من البهوات راكبى أفخم السيارات عليها بقرش زيادة .ياااااااه ماتت البراءة فى
لحظة من الزمن بيد وحش مسرعا داس طفولة فتاة بريئة ليس لها ذنب سوى فقرها وحاجتها
وفر هو بفعتله وكأن شئ لم يحدث..
ركبت سارة سيارتها ومشت والحزن فى عينها ومرارة فى قلبها
قائلة((ماتت من كانت تبعث الأمل والتفائل والاصرار على حب الحياةفى كل أركان
الدنيا بمجرد ضحكة بسيطة منها كل صباح...ماتت هدى بائعة الفل))