استيقظت على أصواتهم العالية والضوضاء المنتشرة فى كل أرجاء المكان .كانت الشمس تميل إلى الغروب ينادونى بصوت عالٍ
- ياليلى إصحى . أفيقى لقد مات أبوكى
لاأسمع إلا الصراخ والعويل الكل يصرخ حتى الأطفال وددت لو أصرخ مثلهم ليشق صوتى كبد السماء وأقول يا أبى لا ترحل وتتركنى وحيدة .لكن لايسعنى ذلك فأنا خرساء
إرتدت السماء وشاحها الأسود وخيم السكون واكتسي منزلنا بالحزن وكأن أثاثه وحوائطه حزينة على أبى .لاتحملنى قدماى أشعر بوخز فى قلبي وثقل يعتلى ظهرى وحسرة تملأ كيانى أعانى ويعانى كل من عاش فى ظل محبته وحنانه .أبى ذهبت كما ذهب كل شئ برئ فى حياتى يملأنا الحزن والحسرة بعدك إلا إخوتى وأمهم اللعينة يثرثرون فى غرفهم يحسبون الميراث ويوزعون التركة حتى بعد ان عرفوا وصية أبى .نعم لقد كتبت كل ماتملك لى
يصيح مجدى أخى الأكبر:
- هل سنترك كل شئ للخرساء
يثرثرون ويصرخون ثم يهدأون فجأة
وكأنهم يدبرون لى أمراً ويخافون أن يفتضح أمرهم عشت معهم أياماً عصيبة أخاف أن أتنفس خشية منهم أعيش فى رهبه وخوف مستمرين
الكل يتفق علىّ تقتلنى نظراتهم وهمساتهم مازلت أنام فى المطبخ بعد عمل اليوم الشاق كما تعودت منذ طفولتى
تحتضر الشمس فى جوف السماء تتلاشى شيئاً فشيئاً تشقها الغيوم وتكسوها إلى أن تبتلعها وأنا أقف بشرفتى أنظر إليها بحسرة وهى تغيب كما غابت السعادة من حياتى .أفقت على ثقل بكتفى إلتفت فإذا بها زوجة أبى تبتسم وتحادثنى إزدردت ريقي بصعوبة فللمرة الأولى بحياتى أراها تبتسم لى .عقدت ذراعيها أمام صدرها وهمست :
- هيا صغيرتى أدخلى من البرد
أمسكتنى ودخلت بى لازالت تتحدث بطريقة غير معهودة تتصنع الإهتمام والمحبة وأنا أتابعها فى ارتباك أنظر لحاجبيها المنمقين والمرتبين يرتسمان بشكل مخزى لايمت بصلة لإمرأة قد مات عنها زوجها فيرتفعان وينخفضان ثم يتبادلان الأدوار فواحد ينخفض والآخر يتبعه وكأنهما يتفقان على أداء لحن واحد .إستفقت على صوتها النشاذ:
- هاه ما رأيك حبيبتى؟
أومئت برأسي وحينها إنفرجت أساريرها وابتسمت إبتسامة عريضة وقالت فى سعادة بالغة :
- إذن ستنامين معى فى سريرى
إنتفضت مرتجفه فراحت تربت على كتفى :
- مابك ياصغيرتى ..لماذا ترتجفين هكذا ؟ أنا مثل ماما لاتخافى
توقفت الأحرف بحلقى وتاهت الكلمات بعقلى ودارت
-صغيرتى ..مثل أمى ..أردت أن أقول لها .أنتى كاذبة وأنا لست كإبنتك ولم تعاملينى بحياتك كإبنه بل كخادمة ودائماً ماتقسين علىّ.أى شرٍ تضمرين لى ؟
نظرت إليها بتوسل كى تتركنى وتذهب فأنا أصبحت وحيدة بعد أن غاب عنى أغلى الأحباب وضاعت سعادتى بهذا العالم ..أبى من كان يحمينى منك ويدافع عنى بكل المواقف ويقول إنها من رائحة الغوالى أما أنت فلم أرى منك إلا كل سوء وشر وددت لو أصرخ بوجهك وأصيح
اغربى عن وجهى..اغربى ..هيا إذهبى
انتفضت مرة أخرى وهى مازالت تتحدث:
- لاتنامى بالمطبخ عزيزتى ..تعالى ونامى بجوارى ولا تجلسي وحيدة مرة أخرى
يزداد إندهاشي وحيرتى أمام تلك الكلمات ليتنى
ما كنت خرساء ليتنى أنطق وأقول لكى لا..لا
أشرت برأسي رافضة وبيدى مُعللة بأننى لا أنام بجوار أحد فقالت والابتسامة الكاذبة لاتفارق شفتيها:
- لِما عزيزتى؟
وأردفت بخبث :
- إذن ماذا تفعلين عندما تتزوجين؟
وصارت تضحك تلك الضحكة التى أكرهها وكنت أسمعها تصعق أذنى خلف باب غرفتها مع أبى ويقول لها بصوت مرتجف:
- البنت بالخارج
فتزيد ضحكتها علواً و....و....ولا أريدأن أتذكر لا صوتها ولاضحكتها ولارائحة عطرها التى كانت تتسلل وتفوح من أسفل الباب إلى أن يدور المقبض وتظهر كالشبح وتصرخ بوجهى :
- نامى ياخرساء ..نامى عندنا الكثير من العمل بالصباح
فأُطبق جفونى وأرغمها على الاستسلام لسلطان النوم لكن عقلى لايزال مستيقظاً
أصرت زوجة أبى على رأيها واصطحبتنى لغرفتها الغرفة التى اعتدت تنظيفها وترتيبها ولاأجرؤ على المساس بشئ فيها
مدت أشعة الشمس أذرعها وسيطرت بأشعتها الذهبية على كل شئ بالغرفة فعكست ضوءاً ذهبياً ودفئاً يزيد إلى حد الالتهاب.استيقظت بفعل الحرارة الخانقة .وجدت باب الغرفة مفتوحاً تجولت بعيناى فى كل أرجاء المكان لا أثر لزوجة أبى ولا لأبنائها قادتنى قدماى للخارج أبحث هنا وهناك فلم أهتدى لشئ
دخلت إلى المطبخ كدأب كل يوم لتحضير الطعام وغسل الأطباق فوجدت كل شئ على مايرام.من قام بذلك؟.هكذا سألت نفسي.من أشفق علىّ وعافانى من أعمال اليوم
إنتفضت مذعورة على صوت الباب نظرت من فتحة باب المطبخ ..إنهم هم..زوجة أبى وأولادها وأصواتهم تخرق أذناى يثرثرون بغضب لا أكاد أميز مايقولون من شدة غضبهم أشارت لهم أمهم بالصمت وهمست:
- إخفضوا أصواتكم..الخرساء تنام بغرفتى لو علمت بماندبره لها ستخاف وتهرب
صاحت وفاء :
- ماذا تقولين ؟ تنام بغرفتك ياماما
دخلت الأم وخرجت مسرعة بل مذعورة :
- ليست بالغرفة ..أين ذهبت؟ياويلتى
إنتفضت خوفاً مما أسمعه ومن شدة ذهولى عدت للخلف فوقع كوب الماء المستقر على المنضدة الصغيرة فانكسر وأحدث جلبة وضوضاء
رحت اجمع قطع الزجاج المتناثرة قبل أن تأتى زوجة أبى وتوبخنى على فعلتى .نهضت وبيدى الزجاج المكسور فوجدتهم أمامى جميعاً عُدت للوراء ورميت بالزجاج ووقفت على إحدى الذرات الزجاجية المتناثرة وأنا مازلت أعود للوراء حافية الأقدام فانسالت الدماء منهما تقدمت زوجة أبى وقالت بحنو غير معهود :
- لاعليك حبيبتى
صاحت وفاء:
- انظرى لمافعلتيه.انتى خرساء وعمياء أيضاً
فأشارت لها أمها لتكف،وأمسكت بيدى وأنا مازلت أرتجف وقالت:
- تعالى عزيزتى لأغسل لكِ جرحك.انتى مصابة
صاح أكرم:
- وستغسلين قدميها أيضاً .هذا كثير أنا ذاهب
وتبعه الجميع بعد أن رمقونى بنظرات توعد وتهديد.نظرات كلها شر
مازال أحمد يجلس فى الشرفة كعادته يعيش فى تأملاته الهادئة يتابع حركة الناس فى الشارع حواراتهم شجارهم تعاملاتهم يحتسي قهوته ببطء شديد ويعصر أفكاره ممسكاً بقلمه ودفتره وأمامه الكثير من الكتب والمراجع محاولاً إنهاء بحثه الذى استغرق فيه سنوات بكلية الآداب ليناقش رسالة الدكتوراه فيأتيه صوتاً مزعجاً من الداخل يمزق كل أفكاره موسيقى ومهرجانات ترقص عليهم أخته منار فيصيح أحمد
- يامنار هدوء من فضلك
يأتيه صوتاً رفيعاً ثرثاراً:
- ذاكر فى غرفتك
تأتى إمرأة شديدة السمنه واضعة كل المساحيق التجميلية المتعارف عليها لتحولها لكائن أشبه بالزومبى تصيح تلك المرأة:
- هيا يا أحمد ارتدى ملابسك ألن تأتى معنا لزيارة ليلى ابنه خالك
يرفع احمد حاجبيه فى إندهاش:
- الخرساء..منذ متى وأنتم تهتمون بها يا أمى
تبتسم الأم فى سعادة بالغة:
- منذ أن....
قاطعتها ابنتها منار مندفعه إليهم بحماس وهى ترتدى الملابس الشديدة الضيق وتضع بوجهها المساحيق أيضاً:
- منذ أن ورثت كل شئ
يصيح أحمد فى ذهول:
-ورثت..كيف؟
ردت منار باستهزاء:
-أنت لاتعيش معنا فى هذا العالم
وتستطرد الأم:
- أترك ياابنى ماتفعله فهذا لن يجلب لنا المال وتعالى معنا لنطمئن على ليلى إبنه خالك بعد وفاة أخى وراحت الأم فى نوبة من البكاء المصطنع أشار لها أحمد فى سخرية :
- إدخرى دموعك يا أمى حتى نصل هناك
إبتسمت أمه فى خجل:
- عندك حق يابنى ..هيا إذن
دخلت فى خجل لأرحب بالضيوف عمتى شوقية وأبناءها أحمد ومنار لا أتذكرهم جيداً لماذا يأتون لزيارتى والسؤال عنى ؟ ولما هذا التوقيت تحديداً؟ وأسأله كثيرة كانت تخامر ذهنى منذ أن علمت بقدومهم دخلت فى هدوء ومددت يدى للسلام فتلقتنى عمتى بالأحضان الحارة والقبل وكذلك منار أما أحمد فمد يده فى برود وكأنه مجبر على الزيارة أو غير راضٍ عن هذا الأداء المفتعل من أمه وأخته
أصغيت جيداً لمايقولونه وتابعت فى صمت انفعلت زوجة أبى حينما عرضت عليها عمتى بأن تأخذنى معها لبيتها وثارت عليهم وهاجمتهم وعلى الفور تحولت الزيارة إلى شجار وتشابك بالأيدى حاولت التدخل فأشار لى أحمد وقال بهدوء وابتسامة لايليقان بالموقف:
-اتركيهم
وراحوا ثلاثتهم فى شجار عنيف استمر لفترة وانتهى بطرد زوجة أبى لهم ..لكن عمتى أعطتنى ورقة صغيرة فى يدى بها عنوانها وطلبت منى أن أفكر فى الموضوع
هاجم الليل سريعاً واصطبغت السماء بلون أزرق سرعان ما أصبح معتماً أسود كئيباً
تمددت على سريرى أفكر فيما حدث اليوم وبينما أنا غارقة فى أفكارى إنفتح باب الغرفة فجأة مما أثار فزعى وانتفضت من مكانى مذعورة فإذا بها زوجة أبى مُقبلة بتلك الابتسامة المملة المصطنعة تقول:
- مابك عزيزتى لماذا لاتجلسين معنا بالخارج فإخوتك كلهم هنا
طرقت الكلمة مسامعى وخرقت أُذناى واندهشت منها ..إخوتى ..منذ متى وانتِ تقولى عنهم إخوتى لم أسمع هذه الكلمة قط فى حياتى . هم صحيح إخوتى من الأب لكنى لم أشعر بذلك أبداً ودائماً ماكنتى تفرقين بيننا وتفضليهم علىّ فى كل شئ حتى بعد أن تزوجوا وفارقونا يأتون للزيارة ويعاملونى هم وأبنائهم وكأننى خادمة لديهم بل عبدة من عبيدهم لا أجرؤ على التحرك بحرية فى وجودهم أو فعل أى شئ يحلو لى سوى ماتسمحين به أنت فقط
مازالت زوجة أبى تثرثر حتى إستوقفتنى جملة ترددها :
- سنذهب غداً مع إخوتك لمشوار مهم
فأنت تعلمين انهم يخافون عليك وعلى مصلحتك ..تعالى معنا واسمعى كلامهم فى كل شئ وافعلى مايقولونه لكِ
أشرت لها بأننى لا أفهم ماتعنيه فأمسكت بيدى وقالت:
- تعالى معى وسنشرح لكِ كل شئ
راحوا يرمقوننى بنظرات كلها حقد وغل يتهامسون ويتبادلون حديث الأعين ثم قطعت صمتهم زوجة أبى وقالت فى حنو شديد:
- انتى تعلمين ياليلى أننا نحبك ونخاف عليك
قاطعتها ابنتها فى استعجال:
- ليلى.تعالى معنا إلى الشهر العقارى لتتنازلى عن إرثك لنا سنقوم بعمل مشروع مربح وسنضمن لكِ حقك
نظرت إليها أمها فى جزع وقالت بغضب شديد :
- ياغبية
وإستدارت لى وقالت بإبتسامتها البلهاء:
-ياحبيبتى سيكون لكِ سهماً كبيراً فى ذاك المشروع
ظللت أحدق فيها بعدم استيعاب ثم أشرت لها:
- بأن كيف يكون لى سهماً فقط وأنا صاحبة المال
صرخ أخى الأكبر :
- ألم أقل لكم أنها أذكى منا جميعاً وأردف :
- هيا بنا هذا الحوار لا يجدى سامحك الله يا أبى
قاطعته أمه:
- كلكم أغبياء هيا اذهبوا
وظللت أفكر فى الخلاص،وفى آخر الليل أغلقت ورائى باب المنزل أقصد باب المتاعب وأنا أحمل بيدى حقيبة أغراضى وباليد الأخرى عنوان عمتى
تلاشت قواى وخارت وأنا ارتمى بأحضان عمتى التى يشوبها بعض المكر ،وانهالت القبل منها ومن ابنتها والسلامات الحارة من الجميع وكأنه عيد وأقبل عليهم
أغمضت عينيا فى إعياء خَلَفه تعب السفر
وفى صباح اليوم التالى جلسنا لتناول الإفطار تناولنا الطعام وعمتى لاتكف عن الثرثرة إستكمالاً لحفلة الترحيب ومنار تتبعها لغرض فى نفسها أما أحمد فمايزال صامتاً يحيطنى بإبتسامات رقيقة صامتة
مرت أيام وليالى وأنا محاطة بالكثير من الاهتمام والرعاية إلى أن فاجئتنى عمتى وهى تقول:
- مارأيك يا بنتى بأن نبدأ مشروع مربح معاً محل لبيع الملابس وأنا عندى فكرة عن ذلك
أشرت لها:
- بأننى لا أفهم المطلوب منى
فقالت بخبث:
- أنتِ من ستقومين بالتمويل
عرفت حينها بأن لا أحد يحبنى أو يعطف علىّ إلا بغرض
أسئلة كثيرة كانت تخامر ذهنى وتدور بعقلى أرهقنى التفكير ولا أجد جواباً فقررت الهروب مرة أخرى ،وفى ليلة ظلماء حالكة السواد وفى منتصف الليل أمسكت بحقيبتى وبها كل أغراضى وتركت ورائى باباً جديداً من الألم
إستدرت لأجد فجأة شيئاً قوياً يطبق على يدى ويعود بى إلى الوراء شبحاًلا أكاد تمييزه من شدة الظلام وتحت بصيص من ضوء القمر انكشفت ملامحه ..احمد..هكذا صرخت بداخلى .استوقفنى وراح يصرخ:
- ماذا تفعلين يابلهاء إلى أين انتِ ذاهبة إلى الجحيم مرة أخرى؟ أم إلى ماذا؟
جلست أمام الباب وانخرطت فى البكاء
جلس احمد بجوارى وربت على كتفى وقال بنظرة عطف واحتواء لن أنساها أبداً:
- لاتخافى من شئ فأنا بجوارك
ودخلنا المنزل سوياً
كدأب الأيام الماضية أعانى الألم والوحدة بعد أن تغيرت معاملتهم لى إستلمت ميراثى بعد معاناه وحرب ضارية مع زوجة أبى وإخوتى وبدأت أشارك فى مصروف البيت بل كنت أنا الممول الوحيد بالبيت وعمتى دائماً ماترمقنى بنظرات الحقد والغيرة وكذلك ابنتها
أما احمد فكان دوماً يخفف عنى تلك الأيام العصيبة بإهتمامه .بدأ يدنو منى شيئاً فشيئا يتلهف للقيام بأى شئ يسعدنى ثم يبتعد فجأة يهرب بالسفر أو الانشغال بدراسته
أشرت:
- لما لاتفكر فى الزواج والاستقرار
= وما الذى يشغلك فى ذلك؟
- أنت مثل أخى ويهمنى أمرك
= وأنتِ لما لم تفكرى فى ذلك؟
لم أستطع الرد فأشار:
- لو تقدم لكِ شخص مثلى لايملك شيئاً هل ستوافقين؟
= المال ليس كل شئ وأنت تملك الكثير
- مثل ماذا ؟
= العلم والأخلاق والأصل الطيب
- يعنى ستوافقين بى؟
إحمر وجهى خجلاً وأشرت على استحياء:
= نعم ويشرفنى طبعاً
- وأنا لا أفكر فى الزواج
نزل هذا التجريح على رأسي كالصاعقة وشعرت بانخفاض شديد فى الحرارة واختناق بحلقى
أردف محافظاً على هدوءه الشديد وكأن شيئاً لم يحدث:
- الزواج مسئولية وأنا لا أستعد لها الآن
أخذت دقات قلبى فى التسارع وزاد اختناقى ورحت أتصبب عرقاً فهممت بالانصراف أمسك بيدى وأجلسنى مرة أخرى مشيراً :
- افهمينى أنا أُكن لكِ كل حب واحترام ولا أتمنى زوجة أفضل منك
إغرورقت عيناى بالدموع ونظرت بانكسار فأردف:
- أنا أحبك فعلاً صدقينى ولكن ...
خرجت مسرعة قبل أن يكمل حديثه .وقتها شعرت بالانكسار والضعف
وفكرت لما أنا وحيدة.لماذا أشعر دائماً بالاحتياج ماذا ينقصنى؟
مسحت دموعى وقررت أن أنسي آلامى وأحزانى وإلى الأبد
إنتهزت فرصة سفر احمد وتركت منزلهم بلا عودة وإستأجرت شقة ورحت أبحث عن عمل.بحثت كثيراًوفكرت فى العديد من المشاريع لكنى لست أملك الخبرة بعد.فماذا عساي أن أفعل؟
إصطبغت السماء بلون الشفق وتسللت خيوط الشمس عبر زجاج النوافذ وأنا أواصل السير بحثاً عن عمل لمعت فى عيناى بعض الكتابات ''مطلوب مشرفة لقسم الملابس تجيد الخياطة والتشطيب'' تذكرت بأننى كنت اعمل بأحد المصانع منذ سنوات قليلة وكنت من أكفأ العاملات .دخلت الشركة وقابلت مديرها ووافق على تعيينى واستلمت عملى فى اليوم التالى بعد اختبارى مباشرة وهنا أشعر ببداية جديدة
تمت بحمد الله