كنت أرسم على الرمل
وأترك المد يمحوها
كما تمحو الحياة احلامنا دون إنذار
كنت أركض خلف صدفة
أظنها تحمل لي سرا
أفتش بداخلها
ولا أجد إلا صوت البحر
يناديني
ويضحك
ويعلمني كيف أكون خفيفة كالماء،
قاسية كالحزن حين لا يقال،
و حرة مثل النورس
أمي كانت تصيح
كفاكِ لعبا
الشمس تأكلكِ
والماء لص
اهدئي و عودي قبل أن تتورم يداكِ...
قبل أن تصبح بشرتكِ لا تليق بالعرس
كأن لون جلدي كان بوابة زواج
لا مرآة روحي
و كأن هدوئي خاتم لجلب العريس
كنت أعد المراكب البعيدة
كأنني أعد فرصا لم تأتِ
أُغمض عيني
وأسبح نحوها ولا أصل
دائما هناك مسافة
تفصلني عما أريد
ولو بذرة حلم
مرة سحبت فتاتين من فم الموج
وكان الغرق يمد ذراعيه نحوي
لمحت الموت في عيونهما
فمددت يدي رغم خوفي
أعطوني" شكرآ " بلا مستقبل
حيث
قال المدرب
السباحة تفسد أجساد البنات
ابقي على الشاطئ
و رسم لي محارة وهمية
اختفت مثل السراب عندما اقتربت !
لم يكن يعلم
أنني كنت انا البحر
وأن جسدي يعرف التيار
و أن وريدي امتن من أي حبل نجاة.
في الليل
كنت أهرب للنوم مبكرآ
لأخفي ذلك الدفء المتناثر في صدري
ولا أعرف أين أضعه
واليوم
أنام مبكرآ أيضا
لكن ليس هربا
بل لأن قلبي
أرهقته الذكرى
وضاقت عليه
كل تلك الأحلام
التي لم تكبر معي.






































