كنا نحمل الوطن
على أكتاف الصبر،
ننتظر الغيم كأنَّه بشارةُ غدٍ قادم،
نمشي على الجمرِ حفاةً،
و العزيمةَ كانت أوسع من الجراح،
وأقسى من السيوفِ
التي رُفعت في وجوهِنا.
أهلكنا الخوفَ بأقدامِ العزم،
وأسكتنا الرصاصَ بأناشيدِ البقاء،
فلمّا ارتفعت راياتُنا من تحت الرماد،
شهق التاريخُ،
وقال:
ها هُمُ الأحرارُ... قَدموا!
لم ننتصرْ لأنَّ قلَّ الأعداء،
بل لأنَّنا رفضنا أن ننكسر، ولم نقبلِ الهزيمة،
كلُّ من أتى قرأنا وجهه،
كلُّ الوجوهِ واحدةً،
والأسماء عديدة
ما انحنتْ رؤوسُنا حين أُطفئت الأنوار،
بل أشعلنا الشموعَ من جُمرِ القلوب،
خلقنا من الدمار وطنًا،
ومن أنين الأمهاتِ غناءَ العَودة.
يا من ظننتم أنَّ الصوتَ يُخرسُ بالحديد،
انظروا:
لقد عادَ الصوتُ جيشًا،
والكلمةُ نارًا،
والسكوتُ سيفًا مصلتًا على أعناقِكم.
هذا الانتصارُ ليس صُدفة،
بل وليد إرادةٍ تشقُّ الصخر،
وتكتبُ بالمطرِ أمانَ الحُرية،
هذا الحُلمُ الذي تحققَ بالدم،
لن يُباع،
لن يُسرق،
ولن يَسقط.
تشهد كلُّ شِبرٍ من هذه الأرضِ والجبال،
أننا حين نَهَضنا،
زلزلنا تحت أقدامِنا القيود،
وأعدنا للسماء لونَها،
وللتاريخ اسمَه الحقيقي.






































