في الآونة الأخيرة لاحظت تزايد ظاهرة مرعبة للغاية، أمر جلل يهدد جيل بالكامل، وما اخشاه أن يكون مخطط ممنهج، فالصغير قبل الكبير، الإنسان الطبيعي قبل القارئ أو الكاتب المثقف، يلاحظ الكم المرعب من القصص التي لن أطلق عليها روايات هي بالكاد حكايات مشينة ولا تمت للرواية بصلة، قصص تتحدث بنمط موحد زواج بالإكراه من أجل إنقاذ العائلة أو الشركات، تبكي الفتاة قهرًا ثم تعنف وتغتصب وتبدأ قصة حب أسطورية مع من تلقت على يده الاهوال، ومن ثم يبدأ مسلسل من المشاهد لابد وأن تصنف +18 أو حتى +20 ونجد أن نسبة قراءة العمل تتخطى الملايين، سؤالي هنا هل هناك عقل يتقبل ذلك! والأكثر خطورة إلي من توجه تلك الأفكار؟ مؤكد إلى فتيات لم تتخطى أعمارهن حاجز الطفولة بعد، أو زوجات يتعرضن لمشاكل أسرية نتيجة لاستحالة محاكاة تلك القصص، والطامة الكبرى أننا سنجد كاتبة هذا العمل ويؤسفني أن أقول كاتبة عمرها ما بين الخامسة والسابعة عشر عامًا، أو أم وزوجة لا تتحمل مسؤولية قراءة ابنتها لما تخطه يدها بيومٍ، سؤال آخر هل العمل المقدم للقارئ باللهجة العامية يعد عمل أدبي؟ ومن منطلق كوني أم أخشى على ابنتي قراءة هذه الأعمال بيومٍ والتأثر بها، وكوني كاتبة ببداية طريقي قررت قول لا بوجه كل من تقرر أن تسيء للوسط الأدبي أو لأخلاق فتياتنا المهذبات بعمل غير أخلاقي يدرج تحت اسم الرواية.
ادعوا كل من يستطيع ردع هذا الفكر، لتقديم آليات نستطيع من خلالها إصلاح ما تفسده تلك النوعية من الأعمال، ونعمل على توجيه فتيات وجدن في أنفسهن موهبة صنع عمل أدبي متوازن والوقوف بوجه من يسعون لتدمير فتياتنا.
أقدم شكري وامتناني لكل من ناقش قضية العنف الجسدي أو النفسي والاغتصاب بموضوعية🌹🌹🌹 ولمن لن يروق لهم رأيي كامل احترامي لشخصكم ورفضي التام لمَ تزرعونه بعقول فتياتنا.
أعتذر على الإطالة، وأتمنى قبول اعتراضي على ما شاهدته بالفترة الماضية بصدر رحب.
دمتم بخير، وخير مثال لجيل مثقف يقدر قيمة ما يحمل فوق اكتافه من مسؤلية.