لم يسقط الرمش الثالث بعد،
ولم تجفّ المحبرة من حبرها،
ما زال الحبر يتدفّق إليها من حيث لا أدريي.
كيف ولمَ؟ لا أعلم لكن بعد ثلاثٍ وثمانين خطوة،
أدركت أن انتظار انقطاع إمدادها بالحبر لأكفّ عن الكتابة لك... عبث.
فالحبر يأتي إليها راكضًا،
والقلم يجري على السطور
كلّما مرّ طيفك،
أي في كلّ نبضةٍ من القلب.
وعلى ذكر الطيف...
الآن فقط أدركت أن الأطياف
لا تدبّ فيها الأرواح مرّةً أخرى.
ما زلنا واقفَين عند آخر نقطة،
كلٌّ منّا لا يرى إلا غفوة الآخر.
لذا...
فالتقاء الأطياف لن يعود
إلّا باستهلاك ما في المحابر،
وما في محبرتي هو كلّ ما تبقّى لي منك.
يا عزيزَ، المحبرة لي وما بها
لم تعد تعرف عنه شيئًا،
حتى إنك استهلكته البارحة بلا رأفة.
الحديث عن عودة الأطياف
ربما يقتل الحقائق،
وحقيقتي الوحيدة
هي روايتي التي كتبتها لكَ
واسترددتُها منكَ،
وأخشى أن تحرق صفحاتها
بشمعة قسوتك التي لا تنطفئ.
لذا...
سأعود لألقي قلبي بين صفحاتها،
وأدير ظهري الذي طعنته عمدًا
للنوافذ التي تفتحها بين الحين والآخر.
ربما تشتاق،
ربما تتأكد أنكَ ما زلت عزيز القلب،
وربما أشياء كثيرة...
لكن المؤكّد منها
أنك طيفٌ لعزيزٍ
لم يعد موجودًا. 🕯️