يقولون خاف الصغار من أجواء البارحة.. دعوني إذًا أخبركم أنني سبقتهم في عيش هذا الخوف، الخوف من تبدل الحال فجأة، من أجواء معتدلة إلى عواصف ورياح وبرق ورعد ومطر...
من حياة ليست هانئة لكنها هادئة، إلى كابوس، كل نصيبي من الخوف سُكب في كأس أيامه، أن أعيش مرض أبي وألم أبي وخوف أبي عاصفتي الوحيدة التي عصفت بشجرة سكينتي الضعيفة فمالت، وأعادتني من ابنة الثلاثين إلى طفلة تطمئن بعناق يد أبيها، ربما هذا الفارق الوحيد بيننا، الصغار يكبرون من الخوف، والكبار يسرق الخوف سنينهم ويعطيها للأحزان تتراقص بها أمام المفاجآت الغير سارة منتصرة.