حقيقة غائبة عنا، تدركها أرواحنا بينما تتغافل عنها العقول عنوة، لكل منا ملاذ نهرب إليه، مهما ادعينا أننا بلا مأوى، شجرة تحمينا من سيل المطر المتدفق من أفعالهم بحقنا، محظوظ من أدركت روحه ملاذه، وأنا أدرك شجرتي منذ وقت ولا أنكر ذلك إنها وحدتي لا أحد سواها، فاللهم قوة على التغلب بالوحدة التي يسبونها ويتهمونها بأبشع التهم، قاسية مهلكة تستنزف الروح، مع أنها والله ما خانتني يوم، بدايتنا كالليلة تماماً ليلة مقمرة باردة، لا أعرف إن كانت شمسها ستبسط دفئها علينا أم تغيب، فأنا من سلمت مفتاحها للعصافير وغفوت أعانق خيبتي بين أرجاء وحدتي.