كان ياما كان
ملك اسمه نعسان
عن شؤون رعيته
دائما غفلان
كل ما عليه
هو فرض الضرائب
وزيادة الاسعار
الضعف والضعفان
ولم يكترث أبدا
لأمر الرعية من
أكل ومن بات جعان
ومن اكتسى ومن
في البرد عريان
واخذ يقترض
من هنا وهناك
وأوهم الرعية أنه
يريد لهم الأمان
ولكن، فكيف يأمن
من بهمه أصبح
باله قلقان
كيف وكيف وكيف
ألف سؤال وسؤال
وهل من جواب
ما كان يعلم نعسان
أن للرعية رب لا ينام
وأنه لقادر بأخذه
في أي وقت واوان
اخذ عزيز مقتدر
وقد كان
مرض السلطان
وقد تحير في مرضه
الحكماء من كل البلدان
وأصبح من كل ملذات
الحياة في حرمان
وأصبح يقلب في دفاتره
عمّا فعل ومنه كان
ولكن ما عاد الندم
في الإمكان
فلقد حلّ الخراب
في كل مكان
وهل يستطيع الندم
أن يصلح ما قد كان
خرج نعسان على
الرعية طالبا
العفو والغفران
فخرج من بينهم
شاب فصيح اللسان
قال يا أيها السلطان
إن حال رعيتك
اليوم في هوان
والحال أصبح
لا يرضي
انس ولا جان
فكيف تطلب العفو
وانت الذي قد
حكمت بالسوط والطغيان
ويحك ويحك
ابدا ما كنت يوما إنسان
وغدا ستدفن وستكون
في طي النسيان
ولكن ستبقى ذكراك
عبرة على مر الزمان.
ليس الآمن من طغى
ولكن الآمن من كان
في حكمه، إنسان.