كنت طفلة أبي المدللة، والأقرب لقلبه، رغم أنني لم أكن أكبر اخوتي، ولا أصغرهم، سبقني أختين، وعقبني أخي الوحيد والصغير، لم أر أبي يوما يدلله أكثر لأنه إبنه الوحيد الذي جاءه بعد ثلاث بنات، بل على العكس كان دائم القول لنا( انتو عندي أحسن من مية ولد ) أعزنا أبي دائمًا، حين كبرت كنت الأولى من بين أخواتي التي تمت خطبتي، بعد فسخ خطبة أختي الكبيرة، وكنت أول من تزوجت من بيننا، حين تركت بيت أبي شعرت وكأنني قد تركت جنتي التي بناها أبي لي بحبه، لا أعلم ما الذي ينتظرني، لكنني بقيت الأقرب لقلب أبي، كنت أشعر هذا من حضنه لي في كل مرة التقي به، كنت أشعر بسعادته للقائي، بل ولهفته له، ما قابلني أبي يوما بوجه حزين حتى حين اشتد عليه المرض🥹 كان دائم الرضا، أتذكر آخر لقاء لنا قبل وفاته بيوم واحد، كنت أعلم أن هذا اللقاء ربما يكون الأخير، ولكن قلبي كان متأملا في غير ذلك، كان برغم كل ما يعانيه حين سأله زوجي إن كان يريد شيئًا رفع يده وعينه للأعلى وكأنه يقول الحمدلله لا أريد إلا الله.
تركته وقلبي ينزف وجعًا، وعدت لأنام واستيقظ على خبر وفاته.
رحمك الله يا قرة عيني رحمك الله يا عزيز قلبي
اللهم أعزه كما أعزني وأطعمه من ثمار الجنة كما أطعمنا من ثمار الدنيا🤲🏻🤲🏻





































