الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، امتدت يده نحو الطاولة الصغيرة بجانب سريره، التقطت اصابعه تلك العلبة اللعينة التي تحتوي على حبات المهدىء الذي ومن كثرة ما تجرعه بدأ يسري في جسده مجرى الدم كالإدمان، فهو لا يستطيع النوم دون المهدىء الذي كان في البداية يكتفي منه بقرص واحد حتى أصبح الآن يفرغ في كفه ع الأقل ٥ أقراص حتى يهدأ وينام، كان في كل ليلة يتناول تلك الحبات لينام ظنا منه أنه لم يستيقظ في الصباح لاعتقاده أن هذه الأقراص اللعينة ستقضي عليه ذات يوم، لكنه وإن أصاب في معتقده فهو لا يدري أنه إذا لقى حتفه فعلا ذات مساء ليأتي الصباح وهو في عالم آخر سيكون السبب الأقوى في ذلك بل والأساسي ليس هي تلك الحبات المهدئة بل هو الحزن والتفكير الزائد الذي يتناول كل تلك المهدئات للهروب منه.