وأنا أجمع كل تثاؤبات الفجر، أحمل بين يديّ هذا الضوء المتكاسل، المتثاقل كأنه لا يُريد أن يُولد، ألتقط أنفاس الصباح الأولى، ولا تزال الأرض نائمة، والهواء عالق بين الحلم واليقظة.
أجمع تثاؤبات الفجر عندما ينتهي الليل، ويتسلل النهار رغم تردده، عند هذه اللحظة يمضي الزمن وكأنه يتمنى أن يتوقف ولا يتحرك إلى الأمام قدما.
كل شيءٍ في هذا الوقت خفيفٌ، في حيرة بين الرحيل والبقاء، بين الصمت والكلام، بين الخوف والرجاء. حتى الشمس حين تُطلّ، تُطلّ ببطءٍ وعلى استحياء، فهي تخشى أن تملأ الفراغ دفعةً واحدة.
وأنا في المنتصف، بين الليل الذي لا يزال يلوّح لي، وبين الفجر الذي يعدني بيومٍ جديدٍ لا أعرف ملامحه بعد، لكنه يُغريني بالمضي.