ففي دروب الحياة الطويلة، لن تجد أحدًا أقرب إليك من ذاتك، لن يكون هناك من يفهمك كما تفهم نفسك. لا تنتظر أحدًا يأتي ويُمسك بيدك، أو يُعيد ترتيب فوضاك الداخلية، فكل الأيادي قد تغيب، وكل الوعود قد تتلاشى، إلا وعدك لنفسك أن تكون سندها حين تخذلك الأيام.
كن لمنحنيات الحياة صامدًا، لا تتكئ على أحدٍ ليُعيد لك توازنك، كن قوتك، كن ظلّك الذي لا يفارقك مهما تغيرت الظروف. فالعالم يمضي دون توقف، والناس يعبرون دون انتظار، ومن ينتظر أن يُنقذه الآخرون، سيظل عالقًا في محطاتٍ لا وصول لها.
لا تجعل حياتك رهينةً للحضور أو الغياب، ولا تُعلّق سعادتك على وجود الآخرين. كن أنت مصدر دفئك، كن الصديق الذي يُحادث ذاته، الذي يُهدهد حزنه، الذي يُضمد جراحه بنفسه. ففي النهاية، لا أحد يعرف كيف يُداويك كما تعرف أنت.
نفسك هي رفيقك الذي لا يُخذلك، لا يُساومك على وجوده، لا يتغير بتبدل الفصول ولا يختفي حين تحتاجه. كن ذلك الرفيق، كن النور الذي يُضيء قلبك حين يخفت العالم من حولك، والصوت الذي يُخبرك دائمًا أنك كافٍ، أنك قادر، أنك تستطيع أن تقف وحدك دون أن ينتظر قلبك سندًا من أحد.